لمّا انتخب حنبعل سبطا واجهته القضايا المالية في ظروف عسيرة حفّت بقرطاج إثر حرب ضروس أكلت اللحم وامتصّت الشحم ونهشت العظم. فلا غرو أن يكون ربّان السفينة مهجوسا بالصعوبات التي تعيشها الدولة وتفاقم الوضع بحلول أجل صرف القسط السنوي من الغرامة التي فرضتها روما على قرطاج إثر معركة زامة سنة 201 قبل ميلاد المسيح. وجد حنبعل ملفّا يقضي بسنّ ضرائب جديدة على المواطنين لتوفير ما تحتاجه الدولة للقيام بواجباتها الداخلية واحترام تعهّداتها الخارجية. ولمّا حل تاريخ دفع القسط الأوّل كن الضريبة التي فرضها شبيون وضمّتها في معاهدة السلم وقدها خمسة ألاف تالنت أوبي من القضّة الزكيّة أي ما يساوي بأوزاننا مائة وخمسين طنّا وثمانمائة كلغ تدفع أقساطا توزّع على خمسين سنة. ففي كل سنة تصرف قرطاج ما ينيف عن مائة وستّين طنّا ولكن كيف العمل والخزينة صفر لا شيء فيها؟ تألّم أعضاء مجلس الشيوخ وبكوا حظّ قرطاج فضحك حنبعل من نفاقهم وقهقه لأنّه اطّلع على ملفاتهم وتبيّن له أن أموال قرطاج قي خزائنهم فعليهم أن يعيدوا للدولة ما ابتزّوه من خزينتها بطرق شتّى