إنتهت اللعبة فعلا ،كلمتان خفيفتان صدع بهما ممثل العراق في الأمم المتحدة للتأكيد على نهاية المسرحية التي رسمت من أجل تسويغ احتلال البلد و الهيمنة على المنطقة برمتها بعد الاطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.
إنتهت اللعبة لمن لا يفقه إدارة اللعبة السياسية والغوص في أعماقها والادراك بأن السياسة فن وعلم لا بد من اتقانه لا مسبحة توضع في اليد لعد حباتها دون ادراك بما يقال وبما يرسم على الصعيد المحلي والإقليمي و الدولي وما سيشهده العالم من تغيرات مقبلة.
إنتهت اللعبة هنا في تونس بالنسبة لحركة النهضة بالتمام والكمال وكل المؤشرات تدلل على ذلك :
مباركة الإدارة الأمريكية للحكومة الجديدة التي تراسها السيدة نجلاء بودن.
الموقف الجزائري الداعم لتونس المتجسم في التصريحات التي أدلى بها الرئيس الجزائري والذي قال فيها إن أمن تونس من أمن الجزائر.
وسيكون للمسؤول الجزائري زيارة رسمية إلى بلادنا خلال الايام القليلة القادمة تحمل الجديد في مجالات عدة و تتضمن مبادرات وقرارات تتخذ لفائدة البلدين.
الموقف المصري المؤيد والداعم لما يقع في تونس.
تأجيل القمة الفرنكفونية إلى السنة المقبلة هو قرار أتخذ عن دراية وينصهر في هذا الاتجاه.
نحن في تونس مقبلون على مرحلة جديدة مغايرة عن سابقتها وستتركز على النظر العميق في المجالات التالية :
الجانب السياسي.
الإقتصاد.
الاستثمار.
ان كل الجهات محليا و اقليميا ودوليا مقبلة على تحولات عميقة ضمن منظومة استراتيجية كاملة لما سيكون عليه العالم خلال سنواته الاتية.
عالم متحول ومرفوض..
جاء في التقرير الاخير الصادر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية وبكل اللغات وعنوانه :” العالم في سنة 2040 ،عالم متحول وغير مستقر حوصل أهم المجالات الحيوية التي سيقبل عليها العالم خلال السنوات المقبلة وهي :
العالم ما بعد جائحة كوفيد
تحدي الديمغرافيا و التنمية البشرية.
التحولات المناخية والانحباس الحراري.
الإقتصاد العالمي كيف سيكون في ظل الثنائية القادمة بين الولايات المتحدة والصين.
التكنولوجيات الحديثة والعالم عالي التشابكية.
الديمقراطية والمناخات السياسية المضطربة في العالم.
تلك تقريبا أهم المحاور المركزية التي تم التاكيد عليها ضمن هذا التقرير دون الإشارة إلى المسائل المرتبطة بالدين وتحديدا بما يسمى بعلاقة العالم بالاسلام السياسي الذي تم الانتهاء منه بالكامل وبدأ الحديث الان عن هذه الثنائية التي ستكون محتدمة بين الولايات المتحدة بشكل رئيسي وبين الصين على وجه التحديد.
سيكون الصراع المقبل اقتصاديا بإمتياز وتقنيا بشكل أدق إذ سيتم التركيز على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي الذي سيشمل كل المجالات الحيوية ومن اهمها عناصر الصحة والمال و الاتصال الذي سيكون مغايرا لما نعرفه الان.
ستكون الشبكات العالمية عالية الترابط وإن كل القطاعات الحيوية المقدرة حاليا ب 10 مليار مجال وستصل إلى 40 مليار ميدان ستكون تحت مراقبة ومعرفة المنصات المعلوماتية المرتبطة بالإنترنت التي ستتضاعف قوتها مائة مرة أخرى مقارنة بما هي عليه الان.
العالم المتحول :
سيكون العالم المقبل متحولا ومضطربا وستكثر فيه الصراعات و الحروب و الهيمنة على مصادر الحياة و بالخصوص المجال المناخي اضافة الى العلاقات بين الدول والتي مركزها سينحصر بين الولايات المتحدة والصين وروسيا وايران اضافة الى تركيا دون الإشارة إلى أي بلد عربي.
سوف تكون العلاقات الدولية متحولة ومغايرة لما نعيشه اليوم وإن ما سمي بالاسلام السياسي وهيمنة الجماعات الدينية سيكون من آخر اهتمامات الدول الكبرى.
انتهت