من لا يقرأ التاريخ جيدا ويراعي مصلحة الوطن ويعتقد أن لا حقيقة إلا عنده ولا مشروع إلا مشروعه فإنه يخرج من شباك التاريخ مهزوما ذليلا.
العالم يعيش عصر الذكاء الاصطناعي ونحن ما زلنا نلوك أسطوانة الكافر والمؤمن بعد أربعة عشر قرنا من الصراعات والخلافات والحروب والدمار والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد والعائلة الواحدة.
ان الدين الحقيقي هو دين العمل والعلم والكد والفلاح وحرث الأرض وإخراج ما فيها من خيرات من أجل الاعاشة والانعاش ونشر الخير لدى الجميع بدون استثناء لأن الله جعل الدين لكل البشر لا لجهة معينة ولم يفرد أي قوم من الأقوام بفضائل مميزة على غيرهم.
أصبحنا أضحوكة بين الأمم المتقدمة التي تعمل جاهدة على إسعاد البشرية بما تنتجه من خيرات وبما تكتشفه من خيرات وبما تعده من صنائع لاكتساح الأسواق التي أصبحت مفتوحة لاستقبال ما لديك من إنتاج.
اكتشفت الدول المتقدمة وسائل الاتصال للتواصل والتحاور والتثاقف والتعريف بما لديها من مخزون ثقافي ومن خصوصية فكرية ومن ثراء معرفي لا من أجل أن تكون هذه الوسائل معاول هدم لأوطان شيدت بسواعد ابنائها وبجهد جماعي وإمكانات جمعت بعرق الجبين.
باسم الدين يتاجر بالدين ويتلاعب بالوطن الذي أصبح محل سمسرة من قبل جماعات اعتقدت قدسية احتكار الدين والوصي عليه وأسست لذلك طقوسا واليات لا يقترب منها إلا من انخرط في حلقاتهم وانصهر في أتونهم.
إن الدين في علاقة الفرد بالله لا في علاقة الفرد بالشيخ الذي نصب نفسه وكيلا على الإنسان وهي خطيئة من الخطايا التي ترتكب في حق الإنسان خليفة الله في الارض.
ان الرسالة المنوطة بالإنسان هي رسالة العمل والإبداع وإعمال العقل لا الاتباع الأعمى بالنقل والتدمير والانجرار إلى الوراء بمنطق الخرفان.
لم نتمكن إلى يوم الناس هذا من القراءة الحقيقية للدين والتاريخ بالرغم من هذه الأزمان التي مرت على الإنسان ولم يتمكن من الاستفادة منها.