باسوكو كوياتيه و”نغوني با”: إيقاعات مالي تعانق مهرجان الحمامات
تقترب الدورة التاسعة والخمسون من مهرجان الحمامات الدولي من خط النهاية، وسط حضور أسماء كبيرة من المشهد الموسيقي العالمي. وفي سهرة الحادي عشر من أوت، هبّت نسائم موسيقية دافئة من مالي لتملأ فضاء المسرح المكشوف، حيث أشعل باسوكو كوياتيه وفرقة “نغوني با” المدرجات وأسروا قلوب الحاضرين.
باسكو كوياتي هو موسيقي مالي ويعد من أبرز الفنانين الماليين الذين حافظوا على التراث الموسيقي لقبائل مدينة تمبكتو العريقة، كما يُعتبر من الشخصيات البارزة التي كان لها دور محوري في تطوير الموسيقى المالية المعاصرة ونقلها إلى جمهور واسع حول العالم.
استهلّ مشواره الفني في الثمانينات بالعزف على آلة “النغوني”. انضم إلى أوركسترا “سيميتريك” بقيادة “تومايني دياباتيه” وسافر معها إلى أوروبا وأمريكا. تميز بتعاونه مع فنانين عالميين مثل تاج محل وعلي فاركا توري. أسّس في 2005 فرقته نغوني با، وحقق بها شهرة عالمية.
قدّم كوياتي العديد من الحفلات في العالم وقد حصد الفنان عدة جوائز من “BBC Awards” عن ألبومه الأول “Segu Blue”، كما رُشّح لجائزة “Grammy Awards” عن ألبومه “I Speak Fula”.
في صفوف الجمهور، كان هناك من يعرف سلفاً المايسترو المتقن للعزف على “النغوني” – ذلك العود التقليدي المنتشر في غرب إفريقيا – وهناك من اكتشفه لأول مرة. لكن الجميع خرج مبهوراً، إذ سرعان ما اشتغلت شرارة السحر منذ النوتات الأولى: أوتار “النغوني” التي تُنقر برقة أو تُضرب بحيوية، نسجت رحلة موسيقية تمزج بين الجذور والابتكار.
على الركح، جاءت المشاهد بصرية كما هي موسيقية: أزياء تقليدية زاهية الألوان، إيقاعات آسرة، وحضور عائلي لافت، إذ شاركته العزف والغناء زوجته وابنه، ليجعلوا من الإرث الموسيقي الماندينغي حاضراً بقوة. فمنذ تأسيس الفرقة سنة 2005، و”نغوني با” تواصل تطوير هذا الفن، محافظة على أصالته مع جرعات متجددة من الإبداع.
تنقلت سهرة الحمامات بين محطات موسيقية بارزة: Kanougnon لافتتاح الأمسية، ثم Abe Soumaya وNgoni Fola، مروراً بـ Djadje وKanto Kelena، وختاماً مع Wela Cuba التي فجّرت حماس الجمهور. وقد تميز العرض أيضاً بأداء شقيق باسوكو الأصغر على “القَالباس” – الإيقاع التقليدي الذي منح المعزوفات قوة نابضة وسحراً خاصاً.
رصيد باسوكو كوياتيه حافل بالتكريمات: جوائز BBC عن ألبومه Segu Blue، ترشيح لـ الـGrammy Awards عن I Speak Fula، ومشاركات على المسارح العالمية مع أسماء لامعة مثل بول مكارتني، جون بول جونز، وبونو.
هكذا عاش جمهور المهرجان واحدة من أبهى سهرات هذه الدورة، على وعد بمواصلة الرحلة الموسيقية هذا المساء مع فرقة OSOOL وألحانها التي تمزج بين النفَس التونسي واللمسة الجازية، في العرض ما قبل الأخير لدورة 2025 التي ستبقى راسخة في الأذهان.
عن المكتب الاعلامي لمهرجان الحمامات الدولي
ريم خليفة