في حجم كبير من 425 صفحة، ظهرَ العدد 38 من مجلّة “البيت”، التي يصدرها بيت الشعر في المغرب. تضمّن العدد حوارًا مُطوّلًا مع الشاعر قاسم حدّاد بعنوان “أكتبُ لعدم قدرتي على فعل شيء آخر”. وضمّ باب “أراض شعريّة” قصائد الشعراء: محمد الغزّي، وهاتف جنابي، وعلي الشلاه، ومحمد ولد إدوم، وأحمد لمسيح، وثريا ماجدولين، وطه عدنان. وتضمّن باب “مؤانسات الشعريّ”، في تناغُم مع ملفّ العدد ومع حِرص بيت الشعر على إعداد ملفّات عن وَضع الشعر في بلدان عربيّة، دراساتٍ وشهادات عن راهن المشهد الشعريّ المُعاصر في البحرين، مُرفقًا بأنطولوجيا عن الشعر البحرينيّ. أعدّ الملف واختارَ نصوص الأنطولوجيا الشعراء: عبد الله زهير، وكريم رضي، وحسين صفوان. وقد ضمّ الملفّ، إلى جانب الأنطولوجيا، الدراسات والشهادات التالية: “ملف الشعر المعاصر في البحرين: مآزقه، طموحاته، مآله” لعبد الله زهير، “لي طريقتي ولكم الآن طريقتكم” لعلوي الهاشمي، “خريطة ضالّة لمشهد حاضر” لجعفر حسين، “تحوّلات كائن الشعر” لكريم رضي، “ما لا أمسك به” لأحمد العجمي، “الشعر، المُتسكّع الأبديّ في المدينة” لأحمد رضي، “ليس بالإمكان أن نتلف أكثر” لحسين بو صفوان.
جدير بالذكر أنّ سياق إعداد هذا الملفّ اقترن باتّصال بعض الشعراء الشباب من البحرين، مُنذ ما يزيد عن سنة، ببيت الشعر في المغرب، وعبّروا، بحماس معرفيّ، عن رَغبَتهم في تقديم صُورة عامّة عن المَشهد الشعريّ المُعاصر بالبَحريْن اعتمادًا على إعداد أنطولوجيا تُغطّي قرابة سبْعة عقود؛ أنطولوجيا تحمّل فيها هؤلاء الشباب مَسؤوليّة اختيار الأسماء والنّصوص، وتعهّدَ بيتُ الشعر في المغرب، بدافع التعريف بالتجربة الشعريّة في البحرين، بنَشرها، تجاوُبًا مع الرّغبة التي أبْداها أصحابُ الفكرة. وقد تمّ التجاوب معها لدواعٍ شعريّة خالصة، منها: أوّلًا؛ تجاوُب الفكرة مع رُؤية رسَمَها بيت الشعر مُنذ نشأته، وهي التعريف بجغرافيّات شعريّة مُختلفة، بما يُقلّصُ حيّزَ البياضات في المَشهد الشعريّ العالميّ بوَجه عامّ وفي المَشهد الشعريّ العرَبيّ بوَجْه خاصّ. فإلى جانب انشغال بيت الشعر في المغرب بالشعريّات العالميّة؛ تعريفًا ودراسةً وترجمةً، سعَى دومًا إلى إعداد ملفّات عن وضْع الشعر في بلد عربيّ بعَيْنه، بما يُتيحُ تعرُّفَ الأسماء الشعريّة وتعرُّفَ نُصوصها، وشجّعَ باستمرار جهاتٍ عديدةً على تَمكينه من المادّة الشعريّة التي يُمْكنُ أنْ تَضْطلعَ بمهمّة تقديم صورة عامّة عن مَشهد شعريّ ما، حرْصاً من بيت الشعر في المغرب على الإسهام في التعريف بمختلف أوضاع الشعر في البلدان العربيّة. لذلك لا يتردّدُ بيت الشعر، في هذا السياق، عن نشْر ملفّات شعريّة كلّما توَفّرَت له مادّتها، وكلّما كانت هذه المادّة تُقدِّمُ إضاءةً شعريّة. ثانيًا؛ تحرُّر التجاوب مع الفكرة التي اقترَحَها شُعراء بحرينيّون شباب مِن أيِّ مُوَجّه غير المُوَجّه الشّعريّ. ففكرةُ الملفّ شعريّة والتعهُّد بتخصيص ملفّ لمُنجَزها شعريٌّ خالص.
جديرٌ بالذكر أنّ مجلة ” البيت” التي يديرها الشّاعر حسن نجمي، ويرأس تحريرها الناقد خالد بلقاسم، تصدُر بدعمٍ من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة.