نادل المقهى
إلى الشاعر ضو ضيف الله
ستحمل همك، وترحل. تشق عباب العمر بلا التفاتة. تاخذ معك ما تيسر من القهوة، لتسهر مع الموج المتلاطم، تحسب ضحايا المياه. سترتك وثيابك هي عراؤك من الكذب، وامتلاء بالفراغ. مناديلك تلوح بها للتائهين. تحت الماء. وتكتب فيها رسائلك البرمائية. قبعة الفنان تظللك من سطوة الشمس والسماء. لن تحتاج إلى تقليم أظافرك، ولن تحتاج لهاتف ملعون، اسرارك تدفن معك، تشربها حيتان النهر الراكد.
عندما ستصل للضفة الاخرى، نحو جزيرة بلا عنوان، ستوزع قهوتك، على سكانها، رشفة رشفة، ليعم الحنين للرحيل. كنت ترحل من قهوة لأخرى، ومن مدينة لأخرى كنت تضع مناديلك إعلانا للاستقرار. لكنك كنت حبيس الزمن الضائع، تبحث في كومة التبن عن قشة للخلاص من زمن جامد. ركبت قشة الخلاص، وطفت بها تجدف بحثا عن مكان يتجدد فيه الليل، وتتجدد فيه نكهة الكتب والألوان. لكنك نسيت كتابك الأخير فوق خزانة العمر المغلقة منذ سنين. صرخت، انتفضت، ثم جادت قريحتك بما حفظت من كتابك، من مواويل. شدوت وانت تبحر بلا قرار. توزع القهوة بين اغانيك، وتمسح دموع الحالمين. كانت قهوتك مشتعلة بلا جمر وكانت مناديلك ذكية بلا عطر وكانت احلامك جميلة ولذيذة بلا رقيب….
فوزية ضيف الله (2020)