إذا عمت الاوساخ في أي بلد من البلدان فلا بد من الاستنجاد بكل عناصر النظافة من مبيدات فتاكة ومواد تطهير فعالة بغية إزالة الادران التي علقت بجسم الوطن من جراء هذا الوسخ السياسي الذي ظهر في تونس بشكل مريع وجلي خصوصا مع بدايات 2011 مع بشائر الثورة التي انحصرت اهدافها في تحقيق الاهداف الثلاثة :
شغل – حرية – كرامة.
وهذه الاهداف الأساسية لا يمكن أن تتحقق إلا في اطار بيئة سليمة ونظيفة أي إن يتمتع الداعي إليها بكثير من النزاهة والعفة والتعفف ونكران الذات لأن الفعل السياسي له جملة من الشروط و الأساسيات وتحديدا الضوابط الاخلاقيه التي ينبغي الالتزام بها ومن اهمها :
المصداقيه والنزاهة والابتعاد عن الشبهات المالية التي توقع صاحبها في المطبات و المواقع المشينة.
يقول المثل الفرنسي “إن النقود ليست لديها رائحة”.
لكن هذا المثل اثبت بطلانه وعدم صحته على اعتبار إن الروائح أصبحت تزكم الأنوف بسبب انتشارها وشيوع فساد هوائها الذي أصبح خانقا ويكاد يسد إمكانية الاستنشاق السليم في زمن انتشار الكوفيد.
مدت الدراهم اعناقها :
قام أحد الحكام العرب بعملية تفقد لأحدى المواقع من أجل الاطمئنان على أحوال الرعية وبينما هو سائر في الطريق فاجأه ظهور قصر منيف ،منيع ،شاهق البنيان ،محاط بحراس علاظ شداد فسأل عن صاحبه فتمت اجابته بأنه لمسؤول هذه الجهة التي يحكمها فلان والمعروف بالظلم و السرقات وانتهاك حرمات الناس فقال :أبت الدراهم إلا مد اعناقها ،فذهب مثلا إلى يوم الناس هذا.
ومما يتداول اليوم على السن العديد من التونسيين وهو صحيح إن أحد المنتمين لحزب سياسي فاعل يدعي التقوى والعفة و التمسك بالدين كان قبل 2011 يقود دراجة هوائية عادية إلا إن نعيم الثورة شمل هذا المسؤول الذي أصبح يتنقل من سيارة إلى أخرى ومن اعلى طراز ويقيم في الاحياء الفاخرة ولا تعرف حدود ثروته.
وقس على ذلك من هذه الرهوط السياسية التي جاءت إلا لحشو الجيوب بالدنانير التونسية وبالعملات العالمية التي لها قيمة ومكان وحظوة خصوصا في البنوك الأجنبية التي ترحب بالضيف وتجله.
كثرت التجاوزات وانتشرت معها الاوساخ السياسية لسياسيين لا هم لهم إلا الرفع من عدد الأرقام المالية التي تتطور كل يوم بتطور أسباب الحصول عليها ومعرفة مسالكها المؤدية إلى الثراء.
لا اعتقد إن هذا الوسخ المنتشر لا يمكن القضاء عليه إلا باستنباط خلطة جيدة تتمثل بالاساس في إن كل سارق مكانه السجن والمحاسبة خوفا من استشراء هذا الداء الناخر والسوس القاضم الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة وبذلك من المفيد استعمال انجع المبيدات للقضاء على هذه الفيروسات التي انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم.