امس السبت 03 فيفري 2024 بمجلس الميعاد في حلقته السادسة عشر قدّمت روايتي ابن العاقر وألحقت التّقديم بقراءات من بعض الفصول وقد استحسن الحاضرون ما قدّمته لكنّ الأمر أثار ردّة فعل قويّة عند أحد الحاضرين من الكتّاب قائلا إنّ أسوأ ما يمكن أن يكون هو تقديم المؤلّف لنصّه مضيفا أنّي استبله القارئ وأوجّهه وأقيّده باتّجاه معيّن ولا أترك له حرّيه التفكير والتمعن في الرواية وإنني افرغت النص من قيمته في حين أن التقديم قد نال كثيرا من إعجاب عديد الكتّاب والادباء والشعراء عند تقديمه في بيت الرواية.
ربّما ظاهرة تقديم المؤلّف لعمله بنفسه ظاهرة نادرة لذلك لا يتقبلها البعض بعد ككلّ سابقة وقد حدث مثل هذا الرفض مع عديد الادباء والشعراء في مختلف الحقبات عند حدوث الطفرة الإبداعية وانتقالهم من نمط إبداعي إلى آخر وإحداثهم رجّة للمألوف لكن شيئا فشيئا سيتعوّد عليها الرافضون ويألفونها ويكتشفون جوانبها الإيجابية وليبدِ كلّ رأيه مشكورا بكلّ حريّة فلا إبداع بدون نقد وانتقاد.
وانا اطرح على صديقنا الكاتب المعارض لتقديمي سؤالين :
1-ماذا يفعل النقّاد بالنصوص إن ليس لينيروا بعض مساربها ويبوحوا بما يتراآى لهم من تأويلات فيشدّون اهتمام القارئ ببعض التّساؤلات ويدغدغون فضوله كي يسعى لاكتشاف سريرة النّصّ ولماذا نسلّمهم نصوصنا إذن؟
2- هل كانت ردّة الفعل العنيفة هذه ستكون نفسها لو طرح أحد النّقّاد نفس التقديم الذي قرأته .
ملاحظة:
اعتقد -وهذا رأيي وانا أعتزّ به- انه لا انجح ولا أدقّ من تقديم كاتب لنصّه بنفسه وهذا لا يغلق ابواب النقد امام الناقد او القارئ خاصّة في جنس الرّواية.
ومن له رأي معاكس فليتفضّل بكلّ سرور.