ملاحظات إلى الرئيس قيس سعيد :
الأشغال التي سيقوم بها – على سبيل الصلح – رجال الأعمال المطالبون بإرجاع أموال الدولة لا بد أن تنخرط في مخططات الدولة وفي ميزانياتها المحكومة بمبدإ سنوية الميزانيات .وبمبدإ المركزية المنسقة للاختيارات وللبرامج المخطط لها والتي تراعي بالضرورة نسقا منسجما ومتزامنا قدر الإمكان من توزيع الإصلاحاتوتوقيتها. أخشى أن يكون منطق الهواية وإغراء العدالة البراقة قد عاوداك .. فالتطبيق هو كما تعلم محك التكذيب الأكبر للتصورات النظرية. فانتبه إلى ذلك وعدل أنانية اختياراتك – التي لا نشك أبدا في حسن نيتها – بالاستشارة وبالإيمان العميق بأنك مجتهد وربما مصلح ولكنك لست نبيا ولا يوحى إليك، وعدلها خاصة بالانخراط ضمن منطق الدولة وكل ما يترتب عنه.
ملاحظة تتعلق ظاهريا بمسألة شكلية ولكنها جوهرية : إصلاح النظام السياسي لا بد أن يسبق كل هذه القرارات التي ستبدو عند من يعرف بمثابة “الدخول بقوة”، أي بمثابة المقدمة لإصلاح سياسي مسقط لا شيء يضمن أن الشعب موافق عليه ولا أنه مضمون النجاح. إن الذين أقدموا من قبلك على مثل هذه المشاريع قد تركوها غير مكتملة حتى باتت مجرد مبان أو مشاريع مبان متروكة مهجورة. وإذا أردت أمثلة أعطيناك منها .
مع التقدير لمشاريعك الإصلاحية والحرص على عدم انفراطها بفعل تطبيق غير مدروس
محمد أبو هاشم محجوب
29 جويلية 2021