فاجأنا الموت بأخذ الأستاذ هشام جعيط بينما كنا (فتحي التريكي ومنصور مهني وآدم فتحي) نعد للقاء معه قصد نشره في العدد الثلث من مجلة “صوت المستقبل” ضمن ملف في طور الإعداد موضوعه “الإسلام والعقل”. رحم الله المؤرخ والمفكؤ التونسي الجليل وسيأخذ بالتأكيد الحيز الذي يليق به في ملفنا. في انتظار ذلك نقدم هنا هذه الشهادة للأستاذ فتحي التريكي التي علق بها على وفاة صديقه هشام جعيط:
“توفّي اليوم صديقي العزيز هشام جعيّط المؤرّخ والمفكر الفيلسوف الذي كرّس حياته للبحث والتنقيب في طيّات الحضارة العربيّة والإسلاميّة تحريرا لذاتنا وتنقيبا عن حقيقتنا مشهّرا بكل من ينال من كرامتنا. كان المرحوم مناضلا بالفكر والعمل من أجل نهضة عربيّة حقيقيّة تعتمد العقل والتّعقّل وهو كفيلسوف منفتح على الثقافات المختلفة يرى أن الطريقة الوحيدة للتحضر هي ثقافة السمو والتميز والإبداع مع قوانين مدنية تضمن كرامة الفرد ودين حركي يتوجه لفرد حر بأخلاق تتماشى ومتطلبات العصر : تسامح وحرية وحقوق وكرامة بشرية هي مفاتيح فلسفة هشام جعيط التاريخية. رحم الله فقيد الفكر العربي.“