صدور العدد 18 من مجلة محادثات عن الجمعية التونسية للدراسات الابراخيلية
يضمّ العدد الثامن عشر من مجلة “محادثات” في قسميه الفرنسي والعربي جملة المداخلات التي قدّمت ضمن ملتقى “الذكاء التحادثي وتعبيراته الحضارية” (RICEC1) والتأم بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة يومي 9 و 10 أكتوبر 2024، ونظمته جمعية الدراسات والبحوث الإبراخيلية بالتعاون مع جمعية مسائل ومفاهيم المستقبل، جمعية الثقافة والفنون المتوسطية، جامعة سوسة والمنتدى الفكري (ِCURA)، حول مبحث “العلم، الفكر والدبوماسية التحادثة”.
.وافتتحه الأستاذ دينيس فدّه، رئيس جمعة النهضة الفرنسية، بمداخلة هامة حول موضوع الديبلوماسية الثقافية في علاقتها بالسلام. تم نشر المداخلة الافتتاحية ضمن القسم الفرنسي، الذي سضم كذلك مداخلات الأساتذة: سمير المرزوقي، منصور مهني، نزار بن سعد، سامي حشلاف، خالد عشي، ماجدة نينيا البردعي، ، العروسي بن عبد الله آدم العروسي بن عبد الله، ماسيميليانو مارينو
واحتوى قسم المتنوعات ، مقلات للباحثتين، هدى الوافي و رحمة الفجاري، ومقالين أخيرين للأستاذ منصور مهني والأستاذة فوزية ضيف الله.
يتضمّن القسم العربي من “محادثات 18” مقالا مميّزا للأستاذ منصور مهني، حول موضوع “التأويل بين احتكار الحقيقة وتنسيبها”، في سياق دبلوماسي، إبراخيلي، يُعيد ترتيب العلاقة بين المعنى والحقيقة، إذ لا يمكن للتأويل أن يتوهّم أو يزعم بلوغ الحقيقة، وعلى القراءة التأويلية أن تُنسّب أهدافها وتُراجع رهاناتها.
فالتأويل لا يُمكن أن يتمّ ردّه الى المعنى الواحد والفهم الواحد، بل هو جملة من الأفهام المتجدّدة، ويستوعب الفهم إعادة الشروع فيه كل مرة من منظورية مختلفة. ليس التأويل عودة للقصد الأول، بل هو محاولات لفهم القصد على جهة التنسيب المتجدّد للقراءة، وعلى جهة رفض الإطلاقية وبناء مشورع تحادثي بين القراءات. وهكذا يمكن أن نرسّخ تقاليد جديدة في القراءة نتجاوز من خلالها “أحادية القراءة”، و”صراع القراءات” ، ونتجاوز الأفهام المسبقة، والأفهام المبالغة في ادّعاء الفهم. ليست التأويلات إلاّ مجرد محاولات للاقتراب من المعنى، مثل الترجمة التي تكون في ذاتها، محاولة فهم، محاولة قراءة، محاولة في اقامة تحادث “نسبي” له قابلية المراجعة والتعديل.
تحفز النسيبة التأويلية امكانيات التفكير في تجاوز الصراعات، وتفتح مجالات السلم التحادثي والتعايشي، ضمن رؤية تصالح الأفهام والأزمنة والذاكرة، ونتجاوز النقائص الممكنة.
وفي السياق نفسه، وضمن منحى الدبلوماسية التحادثة، ضمّ هذا العدد كذلك، مقالا للأستاذة فوزية ضيف الله، عنوانه ” الخطوط الكبرى للديبلوماسية التحادثية في المجتمع المفتوح لكارل بوبر”. لقد صمّم كارل بوبر محادثة عقلانية بين الأفراد والشعوب، وطوّر مخططًا عقلانيًا يتضمّن تقنيات قابلة للتطبيق. ويهدف تطبيقه إلى القضاء على الأفكار التي تنشر الدعوة إلى تجاوز النقاش والمحادثات من خلال فرض العنف والحروب والإيديولوجيات.
كما ضمّ هذا العدد، مُداخلة الأستاذ سامي بن عامر “معجم مصطلحات الفنون البصرية: إسهام لغوي ومعرفي لتعزيز البحث الأكاديمي العربي” الصادر سنة 2021 عن دار المقدمة للنشر والتوزيع وتحصّل على جائزة الشارقة الأولى للدراسات اللغوية والمعجمية . وقد طرح فيه تجربته في كتابة ونشر معجم متخصّص في مصطلحات الفنون البصرية، لتعزيز البحث الأكاديمي العربي. وقد تمت مناقشة مراحل إنجاز هذا المعجم وطرحت جملة الصعوبات التي اعترضت الباحث أثناء مسار البحث والتجميع والتوثيق والبحث في المصطلحات ومقابلاتها العربية. كما تمّ أثناء جلسة تقديم المعجم، استنباط ضرب من المناظرة التحادثية بين معجم مصطلحات الفنون البصرية لسامي بن عامر ومعجم “الابراخيليا الجديدة” التي أشرف عليه الأستاذ منصور مهني وصدر هو الآخر عن دار النشر نفسها سنة 2023.