لقاء علمي متميز بجامعة جندوبة
“في ٱلأدب وٱلأنتروبلوجيا وٱلتاريخ“
إثراء وإمتاع حول ٱلطاهر ٱلخيري وقوستاف فلوبار
ٱنتظم أمس ٱلخميس 2 نوفمبر 2023 بٱلمعهد ٱلعالي للعلوم ٱلإنسانية بجندوبة لقاء
علمي متميز أشرف عليه مدير ٱلمؤسسة ٱلأستاذ ٱلناصر ٱلصديقي وأثثه ٱلأستاذان محمد ٱلمي وبدر ٱلدين بن هندة بمحاضرتين قيمتين ٱلأولى عن علم من أعلام منطقة جندوبة وهو ٱلدكتور ٱلطاهر ٱلخميري ٱلذي بقي مغمورا بعض ٱلشيء وخاصة في جهته.
وقد ساهمت محاضرة ٱلأستاذ ٱلمي أيما إسهام في ٱلتعريف بٱلرجل وبأعماله ٱلمتعددة في مجالات علمية وثقافية متنوعة كلأنتروبولوجيا وٱللسانيات وٱلترجمة وغيرها. وقد آستمع إلى هذه ٱلمداخلة ٱلثرية وعنوانها “ماذا بقي من ٱلطاهر ٱلخميري؟” جمهور غفير من ٱلطلبة وٱلمدرسين وعموم ٱلمواطنين عج بهم مدرج ٱلمرحوم نجيب ٱلفضلاوي. وقد طرح ٱلحاضرون عدة أسئلة عن ٱلعلامة ٱلطاهر ٱلخميري فقدم ٱلأستاذ محمد ٱلمي إيضاحات جديدة عن ٱلرجل وآثاره زادت في ٱهتمام وإعجاب ٱلحضور به، بل إن مدير ٱلمعهد ورئيس ٱلجلسة ٱلأستاذ ٱلأمجد ٱلدريدي دعيا ٱلطلبة إلى ٱلإقدام على بحوث جامعية حول هذا ٱلعالم ٱلتونسي ٱلكبير ٱلذي ربما لم ينل حظه من ٱلتعريف وٱلتكريم لما كان حيا بيننا.
أما ٱلمداخلة ٱلثانية وكان عنوانهاSalammbô de Gustave Flaubert Une certaine histoire de Carthage فإنها سمحت للأستاذ بدر ٱلدين بن هندة أن يتناول مسألة وإشكالية مهمة تخص كتابة ٱلتاريخ في ٱلرواية وفي ٱلإبداعات ٱلأدبية بشكل عام. وبعد تقديم فلوبار وروايته “صالامبو”، درس ٱلمحاضر طريقة وأسلوب ٱلكاتب ٱلفرنسي ٱلشهير في تصور وتصوير تاريخ وحضارة قرطاج من خلال ما توفر من معلومات عنهما وكذلك عبر ما جاد به خيال ٱلأديب ٱلمبدع، حتى أن ٱلرواية أصبحت تحكي عما يجول في خاطر ٱلمؤلف من أحلام ورغبات وتهيؤات أكثر مما تقوله عن قرطاج وأبطالها. فكانت ٱلنتيجة أن ٱمتزج ٱلواقع ٱلتاريخي ٱلموضوعي بٱلأحاسيس وٱلشهوات ٱلذاتية لفلوبار وتولدت عن ذلك قصة جميلة هي أقرب للملحمة ٱلشعرية منها للرواية ٱلتاريخية. وشاءت عبقرية فلوبير أن يطلق بعده إسم بطلة ٱلرواية ٱلوهمية صالامبو على مدينة تونسية حقيقية توجد في أحواز قرطاج ٱلعاصمة ٱلتاريخية ٱلشهيرة عالميا.
جد جاد