محمد منير العرقي
المدير الفني ورئيس لجنة تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية
تنتظم الدورة الخامسة والعشرون للمهرجان الدولي «أيام قرطاج المسرحية” في الفترة المتراوحة بين 23 و30 نوفمبر 2024 ليعيش المشهد الثقافي في تونس على وقع أبي الفنون وليجدد المسرحيون وعشاق الفن الرابع متعة الدخول إلى عوالم المسرح ومختلف الأنماط المسرحية، عروضا وورش وندوات ولقاءات لتبادل التجارب بين المسرحيين من مختلف أصقاع العالم في التظاهرة المسرحية الأهم والأعرق بالمنطقة المتوسطية العربية والأفريقية وهي تبلغ سنتها الحادية والأربعين منذ انبعاثها، ذلك أنّ للمسرح جذورا ضاربة في تربة تونس الخضراء ليكون على مختلف تعبيراته صوتا للحق والجمال ومساندة القضايا الإنسانية العادلة.
ولئن تنتظم هذه الدورة في ظرف إنساني عالمي صعب يعاني فيه أشقاؤنا الفلسطينيون واللبنانيون مختلف أشكال الغطرسة والاضطهاد من قبل الكيان الصهيوني الغاشم فقد اختارت أيام قرطاج المسرحية أن تكون مساندتها مطلقة للقضية الفلسطينية العادلة في تناغم مع المساندة الرسمية والشعبية لبلادنا تضامنا مع كل فرد فلسطيني وكل شبر من تراب فلسطين. وتأسيسا على ذلك ترفع هذه الدورة قيم الانتصار للقضايا العادلة والحق في الحياة ونشر ثقافة العقول المستنيرة ضد الظلم والتطرف وثقافة الموت.
ولقد كان المسرح ومازال أمس واليوم وغدا من أرقى الأشكال الفنية للمقاومة لينبت الأمل من رحم اليأس نشدانا لأفق إنساني أرحب وأكثر جمالا وحبا نشرا لثقافة الحياة والسلام وحق الاختلاف. وتناغما مع هذا التوجه اخترنا أن يكون موضوع الندوة الدولية لهذه الدورة:
المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسي جديد
فضلا عما تتضمّنه برمجة المهرجان بدءا بالمسابقة الرسميّة و تقديم عروض خارج المسابقة من تونس وإفريقيا والعالم تتوزّع على مختلف أقسام المهرجان ومسرح الحريّة والمسرح المدرسي ومسرح نوادي دور الثقافة للأطفال والنّاشئة دون أن ننسى مسرح الإدماج.
ليكتمل المشهد بإقامة ورشات و دورات تكوينية فنية في عدة مجالات مسرحية و ركحية مختصة يقدمها مختصون ومبدعون أجانب ومن تونس مشهود لهم بالكفاءة والتميز.
وإننا نأمل في كل ذلك أن تواصل أيام قرطاج المسرحية إشعاعها ونحت مجراها المخصوص الذي جعلها أم التظاهرات المسرحية ببلادنا والمنطقة العربية والإفريقية وأهمها صيتا وتاريخا وهي مكانة تعبر عنها درجة الإقبال العالية التي تشهدها سنويا مختلف العروض وفي ذلك دلالة على أنّ للفن الرابع ببلادنا محبّيه وعشاقه من مختلف الأجيال والفئات الاجتماعية التي ستجد في هذه الدورة ضالّتها الفنية الجمالية و الفكرية في شتى العروض التي سيقدمها مسرحيون من تونس و مختلف البلدان الشقيقة والصديقة المشاركة، فمرحّبا بكم في تونس أرض التسامح و الفن و الإبداع المتجدد. عاش المسرح ، المسرح مقاومة أو لا يكون.
محمد منير العرقي