صدر في نهاية هذه السنة 2020 كتاب عن منشورات سفارة المملكة المغربية بتونس تحت عنوان “غبطة الجوار. شهادات متقاطعة لمثقفين من المغرب وتونس”. هو كتاب نتج عن مبادرة لسعادة سفير المملكة المغربية بتونس، الأستاذ الجامعي حسن طارق الذي امتاز بتحمسه للثقافة والمثقفين، وللعلم والمتعلمين، والحق وأصحابه، كما امتاز بأخلاق عالية وبتواضع يشهد له به كل من عرفه.
فكرة الانطلاق كانت هذه: “في يناير 2020، قامت سفارة المملكة المغربية بتونس، بمراسلة عدد من الكتاب في أفق إصدار مؤلف جماعي يتضمن نصوصا لفنانين ومثقفين وفاعلين من المغرب وتونس، يعبر من خلالها الكتاب المغاربة، بشكل متقاطع، عن ما تمثل بالنسبة إليهم تونس في ذاكرتهم الثقافية أو ما يحتفظون عنها من زيارات أو صداقات أو قراءات، ويعبر من خلالها الكتّاب التونسيون، على ذات المنوال، عن نفس ما يخالجهم تجاه المغرب.”
والحق يقال أن المبادرة تستحق كل التنويه لما تفتح من آفاق يتقاطع فيها الثقافي بالدبلوماسي لبناء مجتمعات متفتحة على بعضها، تتبادل الاحترام في تضامن يرفع من إنسانية الإنسان ويؤسس لعالم ينزع إلى السلم والبناء وقبول الآخر لما في المختلف فيه من إثراء للزاد البشري العام. وما أجمل أن يتم ذلك، في الخطوات الأولى، بين شعوب تعتبر إخوة من حيث مختلف أشكال الجوار بينها: الجغرافي، الحضاري، التاريخي، إلخ. هذا ما لخصه سعادة السفير حسن طارق في مقدمته للكتاب بالطريقة التالية: “يمنح البعد الثقافي والفكري للعلاقات الثنائية المغربية التونسية طابعها العريق ويمدها بضمانات الرسوخ ومعالم الترابط الوطيد، ذلك أن قوة المشترك الثقافي »المرن «تشكل» بنية تحتية « صلبة لكل صيغ التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.”
عدد كبير من ألمع الوجوه الفكرية والأدبية والجامعية والإعلامية بالجمهورية التونسية وبالمملكة المغربية ساهموا في هذا الكتاب القيم الذي ينبئ بأطوار أخرى وبمبادرات جديدة على درب البناء الثقافي المشترك بين المغرب وتونس، وقد تتسع الرقعة لأكثر من بلدين في تجارب أخرى ما أجمل أن تنصهر في تصور مجدد للعمل الدبلوماسي.
شرفني شخصيا سعادة السفير بأن دعاني لإهدئي النسخة الأولى أو على الأقل من الأوائل للجهد المتواضع الذي ساعدت به على إنجاز هذا الكتاب، كما فعل صديقان من المغرب ذكرهما السفير المثقف حسن طارق في مقدمته: “في هذه الكلمة لا بد أيضا من التنويه بمواكبة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي زالمغاربة المقيمين بالخارج للجهد المبذول لمواكبة إصدار هذا المؤلف، كما يستوجب الاعتراف الإشادة بما قدمه الكاتب والباحث التونسي منصور مهني والشاعران والروائيان والإعلاميان المغربيان حسن نجمي وياسين عدنان من أسباب محفزة على إنجاح هذا المشروع.”
لعل الصديقين حسن وياسين يتفقان معي إن قلت: لا شكر على واجب، وما أحلاه القيام بالواجب تجاه التثاقف؛ فالشكر الموصول لسعادتكم. ولنقل للحديث بقية وللعمل مواصلة.
منصور مهني