الحركة النقابية من المفاخر الهامة التي انفردت بها تونس في محيطها الإقليمي والدولي ،،
دورها في نيل الإستقلال وفي بناء الدولة الحديثة ، يسجّله لها التاريخ ،،
مواقفها في مختلف الأزمات والمنعرجات التي مرت بها البلاد فعّالة ومشرّفة ،،
هبّتها ، بعد 2011 ، إلى تصحيح المسار وحماية أنموذج الحياة من محاولات التطرّف والإنحراف لا ينكرها إلاّ جاحد جحود ،،
إنحيازها الكامل إلى قضايا الشعب العادلة أهّلها باستحقاق لأن تكون المظلة الواقية لمعشر التونسيين والتونسيات أمام المحن العاتية والملاذ الحامي لهم عند كل التحولات الكبرى ،،
ولأنها كذلك ،
فإن في إقحام الإتحاد في تجاذبات سياسية ضيقة وحسابات ظرفية معقدة مسؤولية مباشرة وغير مباشرة في تبعات الخيبة والفشل ،،
ولأنها كذلك ،
فإن في إتاحة المجال واسعا لبعض هياكلها بشن إضرابات عشوائية ، تحت عناوين مختلفة ، في مجالات حيوية لها مساس بحياة الناس ومصير البلاد ، خروج عن هذا الدور الجميل ،،
ولأنها كذلك ،
فإن في ما يصدر عن بعض قيادييها من خطابات انفعالية وتجاوزات لفظية إساءة إلى هذه المكانة الرائدة للإتحاد ،،
وهو ما لا نرضاه لاتحاد حشاد الذي نتمنى أن يظلّ الحكم المراقب والمتابع اليقظ كلما انسدّت الأفق واختلفت السبل .