إذا عم الفساد فاعلم بسوء حال البلاد خصوصا إذا صدر هذا الداء من رجال اعتقدوا بأن مجال السياسة هو المؤدي إلى الثراء الفاحش والتغول امام شعب اهترات مقدراته واصبح العوبة بيد من أوهم بأنه النقاوة والطهر بعينه وهو البحر والبحيرة التي لا تنضب من نقاوة السريرة ونظافة اليد والعفة في السلوك.
تستمع إلى أمثال هؤلاء في المحطات الاذاعية والقنوات التلفزية وهم يتحدثون عن الشأن العام وعموم المواطن فتعتقد بأن البلاد بخير وإن الفساد انتهى وإن الشعب وجد طبيبه المداوي الذي سيقضي على الفاسدين و الفساد وسيجفف المنابع الضاخة لأنواع الفساد وهي عديدة.
الفساد ظاهرة متأصلة لدى المحترفين
يسأل المواطن عن سر هذا الزيع وأسباب الانحراف الذي ظهر بشكل مريع ومخيف ؟فنقول إن الفساد الذي ظهر هو ظاهرة متأصلة في ذوات هذه الكائنات التي ملات الفضاءات العامة والخاصة ضجيجا وعجيجا بكلام زائف وبوعود كاذبة وبوجه قبيح ظهر للعيان في المدة الأخيرة وكشفته الحقائق و المعطيات.
نتحدث عن الفساد و الفاسدين ومن يديره واوكل إلى مراقبته هو من أكبر الفاسدين والمشرع إلى تكريسه وتفعيل الياته.
الفساد في تونس أصبح من السلوكات المعتادة والمالوفة و بالخصوص من قبل حراس القانون وحماة السياسة ورعاة الحضيرة وأمناء المعبد وهو ما يحتم ضرورة الانتباه إلى خطورة هذه الاشكال التماسحية التي تظهر خلاف ما تبطن ديدنها الخداع والتقية واللصوصية التي أخذت أشكالا متطورة تعتمد على المهنية والاحتراف عند المرور إلى الفعل.