سأحدثكم اليوم عن إرهاب من نوع آخر. سأحدثكم عن أعداء الدولة، عن مصدر الإرهاب الحقيقي. إن كل من يساهم في إقفال المؤسسات التربوية أو الرياضية أو الثقافية أمام الأطفال والشباب هو مساهم بشكل غير مباشر في تفشي الإرهاب في تونس.
قديما كانت تسمى دور الشعب، ودور الشباب، ونوادي الاطفال، وكانت تفتح لنا ذراعيها وقلبها وتستقبلنا بالود والمحبة. أجيال تربت ونشأت في دور الشعب، تعلمنا التربية والرياضة والعلوم والثقافة بكل ما تشمل من أنشطة مسرحية وسينمائية …. مارسنا رياضة تنس الطاولة، والطائرة، والسلة، والقدم. وتعلمنا الشطرنج، والسكرابل، والكرة الحديدية، … انخرطنا في نوادي الإلكترونيات، والتصوير الشمسي، والرسم، وعلم الفلك، … على سبيل الذكر لا الحصر.
مكتبة دار الشعب كانت تعج أسبوعيا بالقراء. كنا نستعير كتابا او أكثر لقراءته ومن ثم إعادته بعد أسبوع مع دفع معلوم رمزي على كل كتاب يتم استعارته (10مليمات).
ماذا يجري الآن! انه العجب العجاب … وصل الأمر إلى بعض المسؤولين والبلديات خصوصا الى إقفال القاعات الرياضية أمام جمعيات غير ربحية وتوصد أبوابها أمام الأطفال والشباب، وتضع عراقيل أمام الفرق الرياضية المتواضعة الإمكانيات والتي تعيش على المساعدات. فكيف لهذه الأندية ان تدفع إيجار شهري للبلديات مقابل استخدامها لقاعات رياضية ملك للشعب ولا أحد غيره!
نوصد أبواب القاعات الرياضية أمام اطفالنا وشبابنا، فلنستعد إذا لايوائهم مجانا في مراكز الإصلاح والسجون … بل مع تحمل كلفة باهضة لذلك!
امل استفاقة سريعة لجميع المسؤولين وطنيا ومحليا، ومساهمتهم في فتح كل المرافق الرياضية والثقافية أمام الأطفال والشباب، وتقديم التأطير والدعم والتشجيع لهم.
معا لحماية جيل الغد من الانحراف والانخراط في الإرهاب!
النوري قرفال