دعني أذكر في البداية أن هذا الموقع، “صوت المستقبل”، التابع لجمعية “المسائل والمفاهيم المستقبلية”، اختار أن يكون وسيلة اتصال جمعياتي مدني لا ينشد سوى الإسهام المتواضع في التفاعل العام الذي هو ركيزة المجتمعات التي تتوق إلى الديمقراطية
وبصفته تلك، يشكل “صوت المستقبل” فضاء رحبا للاختلاف وحرية التعبير، دون المساس بالقيم وبالأخلاقيات المطلوبة في المجال، ودون السماح لأي كان أن يمس بالثوابت الإنسانية التي يرتكز عليها العيش المشترك المحكوم باحترام القانون والعدالة وحرية الفرد متى احترم غيره
أردنا التأكيد مجددا على هذا الخط التحريري لما لاحظنا وما اعترضنا في هذا الظرف الوطني الحساس الذي تلا قرارات رئيس الجمهورية منذ عيدها في 25 جويلية 2021. ولكن بنفس المناسبة نريد أن نؤكد، في الجمعية وفي وسيلتها الاتصالية، دعمنا للتمشي الذي توخاه رئيس الجمهورية، مع التشديد على أننا سنبقى نتابع ونراقب مواصلين المساندة ما لن نتبين ما يخل بالروح الديمقراطية التي صارت من مكونات مجتمعنا بعد أن خبرنا أشكال النظام السلطوي ومزالقه
ننطلق من حسن النية والانخراط البناء في ما يجري وما يجب أن نتحمل فيه من مسؤولية ومن عطاء ومن تضحية؛ ولكننا لن نتأخر في التصدي إلى كل ما يمكن، لا قدر الله، أن يهدد سلامة الوطن وعزة المواطن وكرامة الشعب. ذاك هو أصل النضال المدني، خاصة النضال الجمعياتي؛ وتلك هي قناعاتنا التي نعمل بروحها، في تواصل وتكامل وتضامن مع كافة أبناء الوطن الذين يسعون بصدق ونزاهة لهدفنا الأسمى، ألا وهو مجتمع تونسي حداثي ديمقراطي يطيب فيه العيش والعمل.
لتحيا تونس حرة منيعة أبد الدهر بفضل وطنية أبنائها واعتزازهم بها