انطلق موقع “صوت المستقبل” في 23 مارس 2020 كحامل من حوامل الإعلام الإلكتروني المدني (https://voixdavenir.org/)، حيث أنه من إنشاء جمعية مدنية هي جمعية “المسائل والمفاهيم المستقبلية” التي اكتسبت وجودها القانوني يوم 17 أكتوبر 2017، بصدور الإعلان عن تأسيسها في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 124 / 17-10-2017 / ص، 6659.
أما أهداف الجمعية فهي البحث في المسائل والمفاهيم المستقبلية ودراسة تطبيقاتها وإضافاتها إسهاما في تطور المجتمع وتنميته. بحيث يكون هدفها الأساسي المساهمة في تنمية مختلف مجالات الحياة العامة، عبر دراسة التصورات الاستشرافية قصد الإسهام في تكريسها، تطبيقيا، ضمن الحركية العامة للتنمية. ورسمت الجمعية قاعدة أخلاقية لتعاطيها مع القضايا ومع المتفاعلين مع أهدافها وبرامجها، وهي قاعدة العمل المشترك لأجل الصالح العام في نطاق الاختلاف الطبيعي والاحترام المتبادل وفي الحياد المدني الذي يثمن الإيجابي وينخرط فيه وينقد السلبي ويدعو إلى تفاديه. كل ذلك بمنطق المحادثة، بعيدا عن الجزمية والوثوقية والدوغمائية، وفي استحضار لمقولة الإمام الشافعي: “رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”. بذلك تتوفر الظروف الموضوعية لحرية الرأي والتعبير، بالمعني الذي عبرت عنه مقولة: ” قد أختلف معك في الراي ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك” (فولتير)
إن هذه المبادئ التي تشكل إيتيقا المواطنة هي في الواقع ثقافة تترسخ على مدى أجيال متعاقبة بفضل التربية وأخلاقيات التعايش السلمي والبنّاء في المجتمع، ونعتقد من جانبنا أن المجتمع المدني عامة وأن العمل الجمعياتي خاصة مسلكان أساسيان لبناء هذا الصرح الثقافي ولتعهده وصيانته وتطويره باستمرار لما هو أفضل.
فالخوف كل الخوف، على أي مجتمع يؤمن بمدنية الدولة وبرحمة الاختلاف الذي يجمع الطاقات ومنابع الذكاء في وحدة المواطنة، من أن يفقد نبل العطاء الثقافي تحت ضغوطات الهيمنة والضغينة وحسابات المحاباة والتفرقة.
هذا رأينا في جمعية “المسائل والمفاهيم المستقبلية” وهذا صوتنا الذي نعبّر عنه بانتظام نسبي في الموقع الألكتروني “صوت المستقبل” الذي نريد له، وسنسعى لذلك، أن يكون إعلام رأي جمعياتي ينشد صميم الآراء والأفكار ويطرحها للمناقشة والإثراء ويتقاسمها مع كل من يهمه الأمر من منطق المسؤولية المواطنية، على مختلف أصعدة التشكل المجتمعي. ونعتقد في ذات السياق أن جهودا عدة لا بد لها أن تبذل لأجل الربط البناء بين الفكر والعلم والبحث والثقافة عامة والمجتمع البشري عامة بمختلف طبقاته وتنوع قضاياه وتعدد طموحاته.
لذلك جاءت الحاجة لربط الموقع المفتوح جماهيريا بمجلة فكرية وبحثية وثقافية تحمل نفس العنوان وتصدر في شكل ورقي ثم تلحق بعد مدة بالموقع المذكور.