منذ عشرية خلت اصبحت الديمقراطية حدثنا الدائم. نتحدث عنها في كل الموائد الإعلامية والمحافل السياسية. وكدنا نصدق اننا كسبناها .
لكن هل الديمقراطية هكذا خطاب وهكذا حديث وهكذا شعارات تعلق على اشرطة الإعلام بالمزاد العلني من طرف أحزاب تسعى لاكتساب أصوات تمكنها من تقلد السلطة؟
أليس هذا ما عشناه ورايناه وسمعناه طيلة هذه المرحلة المنقضية؟
اليست الديمقراطية سلوكا يوميا يتحقق بمشروع شامل تربوي وثقافي واجتماعي وطني… وبإرادة شعب ودولة؟
اليس السلوك الديمقراطي مشروعا يبنى على المدى المتوسط والبعيد؟ الا ينطلق اولا واساسا من نظام تربوي يتاسس على طرائق تدريس تفسح المجال لناشئتنا الطريق لبناء معرفتهم بحرية وبعيدا عن بيداغوجية المعيار والسلطة الفوقية والأيديولوجيات المضللة. نظام تربوي يصبح فيه التلميذ واع بخصوصيته الذاتية ومعترف في الآونة نفسها بخصوصية الذوات الأخرى؟
اليس هكذا تصبح الديمقراطية متضمنة لمشروع مجتمعي ديمقراطي يحارب التطرف والتعصب والضلامية والأنانية ويزرع ملكة النقد والابداع؟ اليس هكذا ننسج حتما مجتمعا ديمقراطيا متفتحا وثريا منتجا لمرجعياته الخاصة ولهويته؟
كم نحن بعيدون جدا عن مثل هذه الوضعية المنشودة.
نعم لقد سئمنا الخطابات الجوفاء حول الديمقراطية. وما ينفع البلاد والعباد اليوم هو المشروع المجتمعي الحقيقي الذي يجعل منها واقعا نتلمّسه حقيقة في حياتنا اليومية. ان تونس تستحق ذلك حقا. وكم نحن بحاجة إلى الاستماع الى اصوات تنويرية حرة تنير السبيل.