تونس متألقة رياضيا على مستوى النتائج في كل الاختصاصات تقريبا ومتواجدة بانتظام في التظاهرات الدولية. تمثيل مشرف ورائع باستمرار لرياضتنا النسائية ولأصحاب الهمم العالية في الألعاب البارالمبية. كل هذا رغم الصعوبات التي تمر بها البلاد، وأهمها حالة عدم الاستقرار السياسي. تعاني كل وزاراتنا من عدم الاستمرارية. كيف يمكن النجاح بمعدل وزير كل عام وما يتبع ذلك من تغييرات على مستوى الوظائف العليا؟ كيف يمكن النجاح عند إعطاء الأولوية للسياسة مقابل مصلحة الرياضة والرياضيين في أهم الهياكل الرياضية أو المتداخلة مع الشأن الرياضي؟ وأخيرا وليس آخرا، كيف يمكن للرياضة ان تزدهر في واقع اقتصادي صعب وغياب الدعم المادي أو بتخصيص ميزانيات هزيلة للهياكل والأندية الرياضية؟ مع كل هذا، رياضتنا صامدة بتضحيات بنات وأبناء هذا الوطن الشرفاء، بالتضحيات والصبر مع التفكير والعمل على إيجاد حلول وبدائل كفيلة بتوفير الحد الأدنى لأطفالنا وشبابنا المولعين بمختلف الرياضات.
بقي الحديث عن الأهم، عن مصيبة الرياضة التونسية وتحديدا الرياضات الجماعية الأكثر شعبية. لدينا مشكلة أخلاقية كبيرة وعميقة ومتراكمة منذ عدة أعوام. كلنا مسؤولون عن تنامي العنف وغياب الأخلاق في ملاعبنا وخارجها. تعلمنا الرياضة واحببناها لحد العشق والهيام، لكن لم نتعلم للأسف الأخلاق الرياضية، لم نتعلم تقبل الهزيمة، ولم يدخل في قاموسنا الرياضي شيء اسمه خسارة ! البارحة على سبيل الذكر لا الحصر، أضعنا فرصة التسويق لتونس التي نريد. السبب ليس الهزيمة أمام أفضل المنتخبات في كرة القدم، لكن بسبب سوء أخلاقنا في الملعب وخارج الملعب. في انتظار تربية الجماهير الرياضية على ثقافة الانتصار كما القبول بالهزيمة، عاشت الرياضة التونسية رياضة المحبة والأخلاق وكل القيم الكونية الجميلة.
النوري قرفال