تأتي الأيام وتمر فتأتي معها قرارات الحرب والسلم، قرارات القصف والهدنة، دون منطق يمكن أن يتنزل في فلسفة الإنسانية تجاه شعب مسلوب وتجاه ظلم غير محسوب. ها نحن في هدنة إذن بعد أن صار ما صار؛ لعله من المفيد إذن أن نستدعي، في فضاء “صوت المستقبل”، بعض الأفكار حول الموضوع علنا نتعمق بالحد الذي يتعين لنتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، خاصة في أمر الحاكمين بالحرب وبالسلم وفي خصوص علاقة قراراتهم بشأن الشعوب وآلامها ومآسيها.
لنتوقف في هذه المحطة الأولى عند هذا الرأي لصلاح الدين الحمادي، رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، كان قد كتبه قبل الهدنة وذكر به اليوم على صفحته الرسمية بهذا المدخل: “هذا ما كتبناه قبل 8 أيام .. الآن إعلان وقف إطلاق نار متبادل ومتزامن دون شروط”
رأي
بمناسبة ما يحدث في الأراضي المحتلة
لا تعولوا كثيرا على أمراء الحرب في غزة ولا على أمراء السياسة في الضفة.. سرعان ما سيتداعون بعد بضعة مشاهد من المسلسل المعتاد الرديء، إلى ما اعتادوا على تسميته بالتهدئة، وذلك ما يسمح لهم بمواصلة الوجود وبمواصلة التمويل.. نقطة الضوء الوحيدة هناك هي الهبة الشعبية الميدانية الشجاعة. تحرير الأرض هناك لا ولن يتم إلا بالحرب المفتوحة طويلة الأمد.. الحرب التي لا تتوقف والتي لا تضع قيادها في يد زعماء الأنظمة الورقية. البندقية المرفوعة مع الإسناد الشعبي بما يمكن أن يبدعه من أشكال نضالية حربية هما الحل الوحيد. وما عدا ذلك هراء وجعجعة إعلامية لتحريك المشاعر ورفع نسب المشاهدة ولتسجيل النقاط لاغير. (صلاح الدين الحمادي)
ملاحظة هيئة التحرير: الآراء المعروضة تلزم أصحابها دون سواها ولعله من المفيد تحليل مفارقاتها، إن جماعيا أو فرديا. وسنطلق نفس المبادرة في القسم الفرنسي من “صوت المستقبل”، على نفس الموقع: