في يوم كهذا من سنة 2010، يوم الرابع من شهر نوفمبر، رحل الطاهر شريعة إلى مأواه الأخير واستقر في تراب بلدته صيادة التي أحبها حبه للوطن والحياة والفكر والثقافة. رحل وكله طوق إلى أن تسهم مكتبته في الذخيرة المتواضعة للمكتبة العمومية بصيادة وأن تتأسس جمعية تحمل اسمه وتشكل فضاء للتفاعل الثقافي المتنوع، مع تركيز خاص على المجال السمعي البصري
تكونت جمعية “النادي السمعي البصري طاهر شريعة” وسرعان ما قل عطاؤها وخف نشاطها وأملنا أن يساعد إحياء هذه الذكرى على إعادة الروح لها واسترداد البوادر الأولى لحركيتها قصد تطويرها. وقامت وزارة الشؤون الثقافية بإعداد جناح الطاهر شريعة بالمكتبة العمومية بصيادة وهو ينتظر التدشين وإثراء مخزونه الوثائقي وتنظيمه طبقا للمواصفات الدولية. ولما لا تحتوي المكتبة مقر النادي (الجمعية) وتمضى اتفاقية تعاون تجعلهما في نشاط وتطور مستديمين
بادرت جمعية “المسائل والمفاهيم المستقبلية”، بالتعاون مع “جمعية الثقافة والفنون المتوسطية” و”جمعية العمل الثقافي بالمعهد العالي للغات بالمكنين”، بتنظيم إحياء متواضع، وممتد على حيز زمني مطول، لروح الفقيد في الذكرى العاشرة لوفاته إسهاما منها في لفت النظر لما يتعين فعله في رأينا. والحق أننا وجدنا لدى السيد رئيس ديوان وزارة الشؤون الثقافية تشجيعا يذكر فيحمد. أملنا أن تتكاتف الجهود لتأخذ التظاهرة الحجم الذي يليق بها من حيث المردودية الثقافية العامة وإذكاء روح المواطنة
عديدة هي المجالات الأدبية والفكرية والفنية التي اشتغل عليها المرحوم والتي تشكل زادا مهما للنقاش والتفكير والإنتاج الثقافي. ففي العمل عليها وفي تشجيع الشباب على الاهتمام بها في علاقة بأسئلة الحاضر والمستقبل هو لوحده برنامج نشاط لأكثر من هيكل جمعياتي أو غيره
ثم إن حياة الطاهر شريعة تستحق التأمل وكذلك ما كتبه في الأدب نقدا وإبداعا وترجمة، إضافة إلى السينما والإعلام الثقافي
رحم الله الطاهر شريعة في الذكرى العاشرة لوفاته وفي كل يوم وساعة وقدرنا على إعطاء تجربته حق قدرها ليقدم كل منا، في مجاله وفي الحياة العامة، ما قدمه وأمثاله لوطننا العزيز ليكتسب إشعاعا ومصداقية مجتمعية لعلنا انطلقنا في ضربهما عوض أن نسعى جاهدين إلى تثبيت أصورهما وتشييد معالمها الجديدة
إدارة التحرير