بعيدا عن مقولات السوق الاعلامية المفتوحة التى تتميز بالتنافسية العالية ببن المؤسسات الاعلامية التى لم ترتق بعد فى تونس الى مستوى المؤسسة الاقتصادية المنتجة للمضامين الاعلامية وبقيت فى جلها مؤسسات عائلية بمعنى الروابط الدموية او السياسية لذلك لم تؤسس لنماذج اقتصادية ناجحة وهو ما يترجمه عجز جل هذه المؤسسات الخاصة على اقتناء حقوق بث البطولة الوطنية لكرة القدم لارتفاع سعرها وضعف مردوديتها المالية نتيجة محدودية سوق الاعلانات التجارية فى تونس ،لذلك تحملت التلفزة الوطنية ولسنوات طوال عبء التبعات المالية لاقتنائها حقوق بث هذه البطولة تحت مسمى حق المواطن التونسي فى مشاهدة بطولته المحلية .
لكن سعي بعض القنوات العربية للحصول على حقوق بث هذه البطولة هذه السنة قد يغير من المعادلة ويحرم التونسي صاحب الدخل المحدود من حقه فى متنفس رياضي يؤثث ايامه التى يعاني فيها الويلات والضعوطات،وهو أمر كان يدركه النظام فى تونس قبل 2011 لذلك كانت تصنف البطولة الوطنية ضمن مسائل الامن القومي التى لا يحق لأي طرف اجنبي التدخل فيها ،وسأذكر لكم ما عايشته سنة 2007 حين حاولت مؤسسة راديو وتلفزيون العرب ART لصاحبها صالح كامل الحصول بشكل حصري على حقوق بث بطولة كرة القدم التونسية وقدمت حينها رقما خياليا مقارنة بما تقدمه التلفزة الوطنية كما تعهدت بأن تبث المباريات للجمهور التونسي دون تشفير ،ولبيان جدية القناة قدمت ابنة الشيخ صالح كامل الى تونس وتفاوضت مع الطرف الحكومي مقدمة كل الضمانات .ومع كل ذلك رفض طلب القناة لأن البطولة مصنفة فى خانة حقوق التونسيين البسطاء ومتنفسهم الذي قد يحرمون منه تحت مسمى السوق الحرة والتنافسية التى هي فى الحقيقة لا تتعدا ملايين من الدينارات الاضافية ،فهل يعلم من يفكرون فى الاقدام على ذلك أي خطأ يرتكبون أم أننا نعيش زمن الهوان فلا قيمة لشيء امام الدينارات والدولارات.