تحرير المحسوس: لمسات في الجماليات المعاصرة
«للحواسِّ تاريخها الخاص. ثمَّة تاريخٌ للحواسِّ مثلما ثمَّة تاريخ للعقل وتاريخ للجنون وتاريخ للجنس وتاريخ للسجن. ثمَّة تاريخ للحواسِّ لأن الصمت يُفكر في صمت، ولأن للغياب الحقَّ في كتابة تاريخ غيابه.»
هذا الكتاب هو ثمرة سنوات من البحث والتدريس لمادة الجماليات في الجامعة التونسية، وهو باكورة مسار أكاديمي تَراوح بين تدريس نظريات فلسفة الفن والوقوف عند تحليل تجارب فنية نموذجية من الأدب والمسرح وفن الرسم. إنه كتاب يُراهن على التأريخ لكوجيطو الحواس من جهة تاريخ الفنون الحديثة منذ «فان جوخ» إلى «بيكاسو». وقد سعت المؤلفة فيه إلى تنويعات تأويلية على حقول فنية تراوحت بين الفنون التشكيلية والمسرح والأدب، وقد تمَّ ذلك من خلال التأريخ للحداثة الجمالية في أفق أسئلة فلسفية راهنة: أيُّ حاجة لنا اليوم لتحرير المحسوس؛ أي لتحرير أجسادنا وحواسِّنا وعلاقتنا بأشياء العالم من الأحكام الثقافية التقليدية حولها؟ كيف يمكن للتجارب الفنية أن تمنحها نمطًا مغايرًا للوعي بأجسادنا ومشاعرنا وانفعالاتنا في عالم التحكُّم بالأجساد وتحويلها إلى ماكينات استهلاكية؟ كيف تكون أجسادنا هي نمط تشكيل كينونتنا في العالم؟
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيدة الدكتورة أم الزين بنشيخة المسكيني.
عام ٢٠١٤. صدر هذا الكتاب
صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.
محتوى الكتاب
القسم الأول: في ولادة الإنسان الاستطيقي
أية «حداثة جمالية» في عصر الحواس؟
الإنسان الجمالي في ست وقائع استطيقية
القسم الثاني: كوجيطو الحواسِّ
هل ثمة أشباح في أحذية فان غوغ …
الفن والذاكرة في لوحات سلفادور
كيف تفكِّر اللوحة … تحت قلم فوكو؟
القسم الثالث: ديمقراطية المحسوس
الفن والدين من خلال كتابات غادامار أو في معاني الألفة مع العالم …
عن المؤلف
أمّ الزين بنشيخة المسكيني: شاعرةٌ تونسيةٌ وروائية وباحثة في فلسفة الجمال. تشغَل وظيفةَ أستاذ في المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس.
وُلدت «أمُّ الزين» عام ١٩٦٤م في مدينة قرقنة التابعةِ لولاية صفاقس التونسية. درست الفلسفة، وحصلت على درجةِ الدكتوراه عن أطروحةٍ بعنوان «مشكلة التناقض في العمل النقدي لكانط» عام ٢٠٠٠م.
كان لنشأتها على ضفاف المتوسط دورٌ كبيرٌ في اكتشافِ شغفِها بالجمال والسمو بذائقتها الإبداعية، ونمو ملَكة الأدب من ناحية، والتفلسف من ناحيةٍ أخرى؛ فنظَمت الشِّعر وكتبت الرواية وتخصَّصت في فلسفة الفن والجمال، وأسهمت إسهاماتٍ بارزة في الميادين الثلاثة؛ فمن أعمالها الشعرية ديوان «اضحك أيها الدهر الشرقي»، ومن أعمالها الروائية «جرحى السماء»، و«لن تُجنَّ وحيدًا هذا اليوم». أما مؤلَّفاتها في الفلسفة فمنها: «كانط راهنًا: أو الإنسان في حدود مجرد العقل»، و«الفن يخرج عن طوره: أو مفهوم الرائع في الجماليات المعاصرة من كانط إلى دريدا»، و«تحرير المحسوس: لمسات في الجماليات المعاصرة»، و«كانط والحداثة الدينية»، و«الفن والمقدَّس: نحو انتماء جمالي إلى العالم».
تتميَّز بأنها مثقَّفة مشتبِكة مع واقعها ومع قضايا مجتمعها؛ فلها العديد من المواقف والوقفات الاحتجاجية المناصِرة للمواطن التونسي والعربي، كذا لها مؤلَّفات مشتبِكة مع الواقع والثورات العربية، مثل كتابَي: «الثورة البيضاء»، و«الثورات العربية: سيرة غير ذاتية» اللذين كتبتهما بالاشتراك مع زوجها الكاتب «فتحي المسكيني». عبَّرت «أمُّ الزين» عن المرأة العربية بالفلسفة؛ فقدَّمت نموذجَ المرأة الفيلسوفة، وألَّفت كُتبًا ترسم من خلالها معاناةَ المرأة العربية وأحلامَها مثل كتاب «صخب المؤنث».
نالت العديدَ من الجوائز، أبرزُها جائزة «زبيدة بشير» للبحث العلمي عام ٢٠٢٠م.