صدر عن مؤسسة أفرا للدراسات والابحاث بالرباط كتاب جديد للدكتور المختص في اللسانيات النظرية عادل الباهي بعنوان (التسوير من المنطق إلى النحو ،قراءة لغوية في البرنامج الدلالي الصوري). هذا الكتاب هو حلقة في سلسلة تمثل كتب الدكتور عادل الباهي ضمن مشروع بدأه بدراسة الاسوار النمطية في المنطق الحديث و المنطق الارسطي و لنحو الحديث وكذلك الصفات. عزز الباحث الحلقة الثانية عندما اختار الاسم المنكر واضعا قوته التسويرية على محك ثنائية ارهقت اللسانيين و المناطقة منذ برتراند راسل و هي ثنائية الوجود و الاحالة و قد قوى الباحث هذه الاثنينية بمقولات خارجية من النحو العربي و التداولية و خاصة نظرية الأعمال اللغوية و جعل اساس اختباره التركيب و هو مقياس الاستعمال. عاد الأستاذ عادل الباهي في مقال نشره بعنوان العد و العدد ليحفر في الطبقات العميقة للاسم المكثف في الجنس gender وبمعالجات مازجة للصوريين و النحاة و المناطقة الارسطيين. ترك الأستاذ عادل الباهي خانات غير مدروسة عاد إليها في هذا الكتاب (التسوير من المنطق إلى النحو) فركز على نظرية الأسوار المعممة من الدلالة الصورية و بنى كتابه بشكل دائري وضع في فصله الأول الأسس النظرية الشكلية الصناعية لهذه النظرية و قد تسلطت على الاسم بمفهوم وحيد هو النمطية ليسترسل في الفصول اللاحقة لدراسة تمثلات المدرسة الصورية في الخطاب مستغلا مقولات راسل و فريغه في اختبارات ربطت بين تسوير الحد و الفعل و ادمجت تصورات همشت في النظرية النحوية الدلالية العربية اختزنتها متون قديمة استعصت على الدارسين مثل متون عضد الدين الايجي و ابي الحسين البصري لينهي الباحث كتابه بمقترح واعد حرص فيه على ضم رؤيته بعد نشرها و سماه “حوسبة الاسوار” و قد قدم فيه رؤية طريفة لحساب مضبوط راعى فيه العدد و الموضع و التأويل. و بين هذا و ذاك تقدم مقدمة العمل و خاتمته عصارة التسوير في رحلته من افلاطون إلى المحدثين و باستغلال نظرية (ان ك) للأستاذ محمد صلاح الدين الشريف..