بدعوة من رئيس جمعية المسائل والمفاهيم المستقبلية التأمت، عن بعد بحكم الأوضاع الصحية، الجلسة العامة الانتخابية الثانية للجمعية بتاريخ 15 جويلية 2021 من الساعة 19 إلى الساعة 20. هذا وبادرت الهيئة المديرة المتخلية بمراسلة إلكترونية لأعضاء الجلسة العامة طبقا للقانون الأساسي للجمعية، وهي مراسلة تحمل التقريرين الأدبي والمالي وقائمة المنخرطين خالصي الانخراط بتاريخ الجلسة العامة وقائمة المترشحين للهيئة المديرة الجديدة، وهي عملية مكنت الأعضاء من تدارس مسبق للوثائق بروية قصد المرور مباشرة، عند الجلسة العامة، لمناقشتها والتصويت عليها.
انطلقت الأشغال بانتخاب رئيس الجلسة العامة، فأفضت العملية إلى انتخاب السيد بدرالدين بن هنده رئيسا وهو عضو منخرط وغير مترشح. ثم تم، باقتراح من رئيس الهيئة المتخلية، التصويت بالإجماع على مقترح إسناد أول عضوية شرفية بالجمعية للأستاذ المتميز وصاحب كرسي اليونسكو للفلسفة، الدكتور فتحي التريكي.
شدد رئيس الهيئة المتخلية، في كلمته الافتتاحية، على أهمية مساندة مشروع الإعلام الجمعياتي الرقمي الذي تسعى إليه الجمعية والعمل على تنظيمه وهيكلته بالطريقة الأكثر نجاعة، وأكد كذلك على أهمية المواظبة على إصدار مجلة “صوت المستقبل” والارتقاء المتواصل بمحتواها وبشكلها واقترح أن يتولى فيها الأستاذ فتحي التريكي مهمة تنسيق الهيئة العلمية المحكمة. كما اتفق على أن يتولى السيدان النوري قرفال ومحمد المعمري مهمة الإشراف التقني والتسيير لموقع “صوت المستقبل” (https://www.voixdavenir.com )، بالإضافة إلى السيد بدرالدين بن هنده، رئيس تحرير القسم الفرنسي، والسيد محمد سعد برغل، رئيس تحرير القسم العربي.
وأشار رئيس الجمعية إلى تقلص مصادر الدعم للجمعيات الثقافية والعلمية فشكر وزارة الشؤون الثقافية ومؤسساتها، خاصة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس والإدارة العامة للكتاب، كما شكر مؤسسات التعليم العالي وجامعاته، خاصة جامعة تونس المنار ومعهدها العالي للعلوم الإنسانية، وجامعة المنستير ومعهدها العالي للغات التطبيقية بالمكنين، وجامعة تونس ومعهدها العالي للموسيقى (رقم تعطل هذا التعاون مؤخرا)؛ ونوه كذلك بآفاق التعاون المفتوحة مع جامعة القيروان وكليتها للآداب والعلوم الإنسانية، وكذلك جامعة قرطاج ومعهدها الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ومؤسسات أخرى تسعى الجمعية إلى القرب منها، كجامعة جندوبة وجامعة قابس وجامعة توزر، حيث انطلقت المحادثات، والجامعات الأخرى التي ستبادر الهيئة الجديدة بالاتصال بها.
ثم أعلن رئيس الجلسة العامة عن المرور إلى مناقشة التقريرين الأدبي والمالي. فطرحت من جديد مسألة صعوبة تمويل الجمعيات العلمية والثقافية وتواضعه، مع تعقيد الإجراءات مما ينهك كاهل المسؤولين على الجمعية ويشكل حاجزا أمام طموحاتهم والارتقاء الدائم بأهدافهم وبأدائهم. وباركت الجلسة العامة مجهود الهيئة المتخلية من حيث قيمة الإنجاز وشفافيته رغم صعوبة الظرف، وخاصة من حيث روح الطموح الدائم لتحقيق ما هو أفضل وأنفع للشأن العام في علاقة باختصاص الجمعية. واستحسن المشاركون السعي إلى التعاون في تنظيم النشاطات، مثمنين مبادرة الجمعية بالدعوة لتأسيس “المجمع المدني: ثقافة-جامعة-بحث-جمعيات” وشاكرين الجمعيات وهياكل البحث التي انخرطت في هذا التمشي الواعد.
وثمن الحاضرون من جديد الدقة والوضوح الذين اتسم بهما التقريران، الأدبي والمالي. فطلب رئيس الجلسة التصويت على التقريرين وتمت الموافقة عليهما بالإجماع.
وتطرق النقاش إلى مقترحات النشاط بالنسبة لبقية سنة 2021 (فترة السداسي الثاني)، فلاحظ بعض المتدخلين أنه مشروع مفرط في التفاؤل والطموح اعتبارا للظرف الصحي العام وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية. وأوصت الجلسة العامة بأن يتم تعامل الهيئة الجديدة مع المشروع بالتأقلم الضروري مع الظروف قصد إنجاز أكبر قسط منه إن لم تتمكن من إنجازه كله، على أن يتم في نهاية سنة 2021 تقييم العملية والأوضاع وأن تقترح على الجلسة العامة الإخبارية (جانفي 2022) مقترحا للسنة الجديدة (2022).
وشدد أعضاء الجلسة العامة على ما يجب أن يسعى إليه مشروع “المجمع المدني: ثقافة-جامعة-بحث-جمعيات” من تفتح على الجهات لا في الفضاء الجامعي فحسب، بل أيضا وخاصة في الفضاء العام ليساهم بذلك في اتساع الوعي الثقافي والعلمي في مختلف طبقات الشعب. واقترحت السيدة درة برهومي، في ذات المجال، إمكانية مبادرتها بإرساء نشاط تعاوني مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان خاصة حول منظومة (4C) الشبابية؛ وساند السيد سعد برغل المقترح مؤكدا استعداد المعهد العالي بالمكنين الانضمام إلى هذا المشروع الذي تحمس له الجميع في النهاية.
وفي الأخير، تم التصويت على الهيئة الجديدة وتولى رئيس الجلسة العامة الإشراف على توزيع المسؤوليات بين أعضائها فكان على النحو التالي:
- منصور مهني : رئيس
- محمد سعد برغل : نائب رئيس مكلف بالعلاقات الخارجية والعلاقات العمومية
- الياس العبيدي : أمين مال
- محمد المعمري : كاتب عام مكلف بالاتصال والنشر والإعلام
- النوري قرفال : أمين مال مساعد مكلف بالنشاطات
- ريم عبيدي : كاتب عام مساعد مكلف بالبحوث والدراسات
- درة برهومي: مساعد رئيس مكلف بالعلاقات مع النسيج الجمعياتي والمجتمع المدني.