تقول القاعدة العامة إن الإنسان إذا فشل فعليه بترك المكان إلى غيره من أجل إصلاح ما يمكن اصلاحه من خلل واخطاء متراكمة انعكست على الحصيلة التي من المفروض إن تكون إيجابية لا كارثية كما نراه اليوم من خلال هذه الهواية السياسية المتعاطاة في تونس عبر انتشار غير مسبوق في الاحزاب التي أصبحت كالفطريات الضارة التي نشرت سمومها على ما تبقى من ميادين و أثرت بالتالي على المشهد العام بكل جوانبه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية.
العالم تغير ونحن جامدون :
يسير العالم بشكل سريع نحو السيطرة على المجالات الحيوية التي تفيد الإنسان عبر الاستثمار في العلوم الدقيقة والمعارف النافعة في الطب و الصناعات المتطورة والتقنيات الحديثة ووسائل الاتصالات التي غزت العالم والاتصال عبر فروعه المختلفة….. يسير العالم بشكل جنوني نحو التقدم ونحن ما زلنا نسير من قبل مجموعات لم تحسم إلى يوم الناس هذا أمر دينها من خلال المتاجرة به والعبث باصوله وجوهره وجعله حبيس فتاويهم واجتهاداتهم الجاهلة التي لا تدل على مراس ووعي بل على انغماس في الجهل وانكار للعلوم والتقدم.
العالم يسير نحو الافضل ونحن في تونس ومنذ 10 سنوات متجهون نحو التخلف والظلامية والعودة إلى الوراء مئات السنوات والتركيز على الزوايا السلبية في التاريخ العربي و الإسلامي الذي تضمن بعض المحطات المضيئة التي انارت سبل الإنسان في حياته العامة والخاصة.
عشر سنوات مرت ولم نستفد منها بالمرة نتاج هذا التعنت الارعن لساسة لا يدركون كنه السياسة بل إن همهم الاكبر تركز على النهب والتحيل والخداع والتشريع التهريب والارهاب وكل الضروب المشينة التي دمرت البلاد بشكل كبير وجعلت منها ساحة يرتع فيها المارقون واللصوص والخارجون عن القانون.
إذا فشلت فعليك بالمغادرة من أجل ترك المجال إلى غيرك حتى يسهم في التغيير وبالتالي تقديم الخدمة للوطن.
ان المجال الحالي بعد هذا الفشل الذريع لساسة هواة هو فسح الطريق للكفاءات حتى تلعب دورها في عملية البناء والرقي.