فاتورة عشرة سنوات عجاف كانت مكلفة وموجعة. لا زلنا لم نكتسب بعد حريتنا أو كرامتنا بل تعمقت الجراح. لا زلنا أبعد ما يكون على تأسيس نظام ديمقراطي وما يلزم من مؤسسات. ثبت عقم الدستور ونظام الحكم الحالي والقانون الانتخابي. تأكدنا من ارتفاع مخزون الجهل وسط الشعب التونسي، من تفشي الانتهازية السياسية، من انتشار الفساد بكل أنواعه، ومن عمق الأزمة الأخلاقية التي نعيشها في بلادنا. اكتشفنا او ثبت لنا تعطش البعض للسلطة ورغبتهم الجامحة في إقامة دكتاتورية جديدة بغلاف مختلف. وصارت الخيانة والعمالة للخارج واضحة للعيان الى درجة عرض مشاريع قوانين في البرلمان هدفها بيع وارتهان الوطن.
عادت وطفحت من جديد نزعات الجهوية والعروشية. تغولت المنظمة الشغيلة وأصبحت تتخذ القرارات بديلا عن الدولة الضعيفة. انتشرت الجريمة، ارتفعت نسب البطالة ونسبة الامية، … ويطول الحديث عن ضياع الدولة وسقوطها في القاع اي كان المجال.
بالإيجابية أختم، أجزم حسب تقييمي الشخصي بأن هذا الشعب لن يدجن ولن يركع لسماسرة السياسة الفاسدين مهما كان خبثهم. دفع الثمن غاليا ولا يزال يدفع … لكنه سينتصر. سيهرب كل هؤلاء الخونة من الوطن وسيلعنهم التاريخ والأجيال القادمة جيلا بعد جيل ولن يغفر لهم اجرامهم في حق هذا الوطن الجريح.
إحدى مقومات النجاح للخروج من الازمه… نكران الذات… لأنني رأيت عدة محاولات لتجميع شقا ما و ترى من قام بالمحاولة يريد التأليه حيث اذا ما اتفق الجميع على أن الهدف هو مصلحة تونس الحبيبة سينجح المشروع وسنرى ان شاء الله يوما مشرقا