من المنتظر إن يسقط الصاروخ الصيني الشارد كما يطلق عليه اعلاميا بعد أن اضاع السبيل حسب قراءة المختصين أو أدرك السبيل كما أريد إليه من قبل من أطلقه.
المثير في الموضوع إن هذا الصاروخ الشارد وليتنا نكون على مثله بهذا الشرود وهذا التيهان لماذا ؟
لقد أثار هذا الصاروخ اهتمام كل الأوساط العسكرية الدولية لقيمته وما يحمله من تقنيات حديثة تكاد تكون الأولى على الصعيد العالمي اضافة الى ما شكله من رعب وخوف من قبل الجميع نظرا لما يمكن أن يسببه من مخاطر على الجهة التي سقط فيها.
ان جزءا من الصاروخ الشارد سيبقى في الغلاف الجوي والاخر سينزل على كوكب الارض برا أو بحرا.
لقد قام الشارد بدورات حول الارض بسرعة لا متناهية في العديد من المرات وتعرف على ما تعرف من مجهول هذا الكون بما فيه من اسرار طبيعية واعماق بحار.
السباق نحو اكتساح العالم.
تشير الأرقام والدراسات الإستراتيجية إلى أن الصين ستكون مع حلول سنة 2040 أقوى دولة عسكريا من حيث عدد الجنود النظاميين والاحتياطيين والذي يقدر باكثر من مائة مليون حسب الاحصائيات المعلنة وهو رقم مخيف مقارنة بما هو متوفر في الدول النظيرة الاخرى كالولايات المتحدة الأمريكية أساسا والتي غيرت في هذا الاتجاه مقارباتها العسكرية الجديدة والتي ستقوم على أحدث التقنيات وتحديدا على الأنظمة المعلوماتية عوضا عن الطاقات البشرية أساسا للتدخل اثناء المعارك اضافة الى صحوة روسيا في هذا الباب والتي أصبحت من القوى العسكرية المهمة على الصعيد العالمي.
لقد دخل العالم في الاونة الأخيرة في سباق محموم نحو السيطرة على كل فضاءاته البحرية والارضية و الجوية من قبل الدول الفاعلة الكبرى :الصين أولا ثم الولايات المتحدة وروسيا.
ولعل المهم في كل هذا هو السباق نحو اكتساح الفضاء بسباق بين بين الصين و الولايات المتحدة لمعرفة ما هو موجود في هذه المجالات الجديدة.
فاضافة إلى التمكن من معرفة ما في القمر من معطيات طبيعية تحول الاتجاه إلى كواكب أخرى من اهمها مارس لدراسة ما في فضاءاتها من خيرات ومخزونات تبقى حكرا على الجهات التي أطلقت محطاتها الحقيقية في الاتجاه الصحيح.
التدافع نحو العلم لا إلى الجهل. ؟
البعض من الشيوخ يقر بمبدأ التدافع نحو الجهل و الصراع وترسيخ الامية وإدامة الفقر وشيطنة العلم وتكريس الشغوذة والبعض الاخر ما زال بصدد تهيئة اللحظة المناسبة لإطلاق صواريخه التي لن تتم لأن المنصات المعدة لذلك غير صالحة للاستعمال وفي حالة تهري وتاكل.
المنصات الحقيقية و الفاعلة هي التي تطلق من محطاتها الأصلية بكثير من العلم والدقة ووضوح المشروع والهدف.
اننا تائهون في صحراء بلادليل :
في إحدى تصريحاته الأخيرة قبل وفاته قال الرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح واهل اليمن لمن لا يعرفهم على توفر كبير من الذكاء والدعابة من خلال النكت الحاضرة في كل لحظة مما قاله متوجها إلى الجميع :لقد فاتكم القطار “.
ويخشى إن يتيه القطار ولا يعرف مساره الصحيح في تونس بعد هذه الصراعات العبثية وهذه الصبيانيات السياسية.
لا قطار إلا قطار العلم.
ان التدافع الحقيقي والسليم هو التدافع نحو العلم واكتسابه وقد شرع الدين إلى ذلك بالتأكيد على قيمة العلم وتعلق الإنسان باكتسابه حتى يتمكن من التغلب على الامراض والجوائج واخرها جائحة كورونا التي قلبت العالم وهزته بإعداد هائلة من الاصابات التي تجاوزت أكثر من 500مليون مصاب ووفاة ما لايقل عن ثلاثة ملايين.
العالم يتحرك ونحن نائمون.
من يقرا المعطيات الدولية يلاحظ إن العالم يتحرك بنسق جنوني نحو العلم والكد والبذل والتميز ونحن وللأسف لم نغادر الكهف الذي وقعنا فيه.