تزامنا مع الاحتفال بعيد الجمهورية التونسية نظمت جمعية ” مسائل ومفاهيم مستقبلية ” ندوة عن بعد بعنوان ” نحن والجمهورية “. ومن محاسن الصدف أن يقترن موعد الورشة الافتراضية مع حدثين في غاية من الأهمية بحيث لا يمكن تناول موضوع الجمهورية دون التطرق لعلاقة الجمهورية بالسياسة من ناحية، وبالرياضة من ناحية أخرى
مباشرة بعد العموميات ذات الصلة بموضوع الجمهورية من حيث التعريف والتاريخ والقيم والتجارب الحديثة، تم التطرق إلى علاقة الناس بالجمهورية. ومن أهم الأفكار التي تمت مناقشتها هي كيف نعبّر على انتمائنا للجمهورية واعتزازنا بها كمكسب يضمن ويكرس كل القيم الكونية المتعارف عليها كالحرية والكرامة والمساواة الخ … وقد أجمع كل المشاركين تقريبا على فتور العلاقة، بصفة خاصة خلال العشرية الأخيرة، بين المواطن والجمهورية. غابت مظاهر الاحتفال بعيد الجمهورية في أغلب المناسبات على المستوى الرسمي والشعبي. ومما زاد في قتامة المشهد وأدى الى ابتعاد الناس عن كل ما له علاقة بالدولة المشهد السياسي المتردي شكلا ومضمونا. ونلاحظ ذلك من خلال تعبير الناس بصورة مستمرة عن فقدانهم الثقة في الدولة ونظامها الجمهوري الهجين وكل مؤسساتها التي أصبحت غير قادرة على حل مشاكلهم بل حتى على توفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة التي كانت سابقا مكسبا غير قابل للمساومة كمجانية التعليم، والصحة العمومية، وأغلب الخدمات الحساسة كالنقل والتزود بالماء الصالح للشراب، والكهرباء، والإنترنت
وفي ضل هذا الواقع السياسي المعتل، وصولنا إلى طريق مسدود كبل العمل الحكومي وترك البلاد تحت وصاية حكومة مبتورة ومنقوصة من تسعة وزراء في وضع وبائي كارثي نحصي فيه أمواتنا بالمئات يوميا، مجلس نيابي يمكن تسميته كل شيء سوى أن يكون مجلس شعب في خدمة الشعب ومدافعا عن الشعب وحاملا لهمومه ومشاغله، مع احترامي للمحترمين. جاءت القرارات الشجاعة للسيد رئيس الجمهورية بعد احتقان سياسي كبير ومظاهرات شعبية عمت أغلب المدن التونسية، فنزلت بردا وسلاما على عامة الشعب الذي تلقفها بفرحة عارمة على أمل أن تكون تصحيحا لمسار سياسي متعطل وتعيد الأمل للتونسيين في قدرتهم على بناء دولة ديمقراطية قوية وعادلة وتضمن لهم العيش الكريم بحرية
” نحن والجمهورية ” أدت بنا أيضا الى الإعتراف بأننا قادرون على النجاح، بأن الأمل يبقى قائما رغم صعوبة الأوضاع وقلة الإمكانيات. هذا التحدي أعلن عليه البطل الأولمبي السباح أحمد حفناوي الذي فرض علم الجمهورية ورفرف به عاليا أمام دول عظمى لها تقاليد كبرى في السباحة خصوصا وفي كل الاختصاصات الرياضية وغير الرياضية عموما. بهذا التحدي ختمنا الندوة الافتراضية وكلنا عزم على بذل كل جهودنا من أجل إعادة الأمل للجيل الجديد وخصوصا الشباب منه، وهذا النجاح لا يمكن له أن يرى النور الا اذا توفرت الارادة، وخصوصا الارادة السياسية