والان وقد انتهى الكابوس الجاثم على صدور التونسيين وما زالت شضاياه متناثرة هنا وهناك وتتطلب الانتباه والحذر و اليقظة من ردات الفعل اللامسؤولة علينا أن نفكر في مرحلة ما بعد كابوس العشر سنوات.
هي سنوات عشر عجاف تمكن فيها التونسي من الاطلاع عن كثب على ما كان يمكن أن تقوم به الجماعة لتونس من ماس متعددة ضربت الاخضر واليابس.
سنوات عشر عجاف أصبح بالإمكان فيها التمييز بين الصالح والطالح وبين العميل والموالي للاخر وبين المؤمن بترات الوطن.
سنوات عشر عجاف لم تتمكن فيها تونس من تحقيق أي شئ إلا الدمار والتخريب والفقر والاجرام والعنف و الانحرافات المتعددة والتي أصابت عمق مفاصل المجتمع التونسي ومؤسساته المركزية والفرعية.
سوف يقول التاريخ كلمته في هذه المرحلة السوداء التي ينبغي طيها بسرعة والانتقال إلى الاهم.
مرحلة الاهم… كيف تكون ؟
لا نحقق الرفاه والنخوة والاعتزاز بالحياة إلا بالعمل والعودة إلى الكد والبذل واسترجاع الإقتصاد مكانته والاستثمار حيويته والثروة اعتبارا.
لا تستيقظ تونس إلا بالعلم والتمرس واكتساح المؤسسات الإستراتيجية التي بامكانها إن تعطيها القا وأملا لكل ابنائها الذين ذاقوا ذرعا بما ال إليه الوضع.
تونس عليها إن تعود إلى محيطها الطبيعي الأصلي القائم على التعاون والاحترام مع جيرانها أولا ثم مع فضائها الاقليمي والدولي.
علينا أن نفكر جميعا في إعادة بناء المؤسسات القادرة على تحصين البلاد وحمايتها والدفاع عنها.
تونس تستحق أفضل بكثير مما هي عليه الان في :
*صحة متوفرة للجميع ببنية أساسية متطورة.
*تعليم يخدم كل أبناء تونس بعمق جيد وبتمرس أفضل.
*اعلام يشرف تونس ويعبر عنها التعبير الصادق والحقيقي بعيدا عن التهريج و الانحرافات وبالتالي التاسيس إلى اعلام هادف وبناء وهنا لابد من إعادة النظر وبعمق في هذا القطاع الحيوي.
ان المرحلة المقبلة هي مرحلة إصلاح ما افسد باعادة الكفاءات إلى مواقعها حتى تقوم بالدور المركزي خدمة للوطن وبالانخراط الشامل في تقديم المقترحات الهادفة التي من شانها إن تكون عنوان التاسيس إلى مرحلة جديدة تقضي بإنهاء الكابوس والانتقال إلى التاسيس.