تحت إشراف المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وبالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة نظّم منتدى الفكر التنويري التونسي ندوة فكرية لتكريم الاديب والسينمائي الطاهر شريعة وذلك يوم الجمعة 02 أفريل 2021 بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة الشاذلي.
“ما كنّا نفكّر في الاحتفاء بالطاهر شريعة في منتدى الفكر التنويري التونسي نظرا لاقتصار المنتدى على الأدباء و الكتّاب دون سواهم تاركين لأهل الاختصاص كل في مجاله تكريم الأعلام والمعالم ..غير ان الندوة التي عقدت في المعهد العالي للغات بالمكنين والتي دعانا الى المشاركة فيها الدكتور منصور مهني جعلتنا ننتبه الى التجاهل والنكران اللذين ووجه بهما الطاهر الشريعة بعد وفاته رغم حجم الجهود التي بذلها و يكفي الإشارة الى ان مكتبته التي أهداها الى المكتبة العمومية بصيادة لم يقع تدشينها الى يوم الناس هذا …” بهذه الكلمات استهلّ السيد محمد المي المنسق العام للمنتدى الفكر التنويري التونسي كلمته في افتتاح اللقاء الذي جمع أهل الأدب والسينما والجمهور لتكريم الأديب و السينمائي الطاهر شريعة.
و تحدث السيد محمد المي عن هذا اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة اللقاءات التي خصصت لتكريم أعلام الثقافة التونسية من نقّاد و أدباء قدموا الكثير للثقافة التونسية مشيرا الى ان تكريم الطاهر الشريعة يأتي ضمن احتفالات وزارة الثقافة بمرور ستين عاما على تأسيسها ولا يمكن ان يمّر هذا الحدث دون التوقف عند مسيرة رجل في حجم الطاهر شريعة الذي لم يكن مجرد فاعل في المشهد الثقافي بل مؤسسا وأحد أبناء الثقافة الوطنية واحد راسمي نهجها.
في ختام مداخلته قدّم السيد محمد المي كل الشكر والتقدير للمركز الوطني للسينما والصورة على مساهمته في تنظيم هذه الندوة.
من جهته قدّم السيد سليم الدرقاشي المدير العام للمركز الوطني للسينما والصورة كل عبارات الامتنان لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء مؤكدا على ضرورة التعريف بأعلام الثقافة التونسية و اكتشاف الجوانب الغير معروفة عن شخصية الأديب والسينمائي الطاهر شريعة مؤسس أيام قرطاج السينمائية لتنطلق اثر ذلك الجلسة الفكرية الاولى برئاسة الدكتور محمد برغل.
بداية الجلسة كانت مع الأديب و الناقد أحمد حاذق العرف الذي تحدث عن أوجاع الطاهر شريعة مؤكدا ان شريعة لم يكن فقط مؤسس أيام قرطاج السينمائية ومهرجان” واغادوغو” الافريقية فقط بل هو مؤسس السينما التونسية وواضع لبناتها الأولى وركائزها الأساسية في زمن كانت الدولة الوطنية الفتية في أشد الحاجة لمن ينهض بمشروعها التحديثي في شتى القطاعات و الميادين وهو الاديب المسكون بالحس الإبداعي فيما يكتبه من أشعار و ما يترجمه للأخرين وينقله من اللغتين العربية والفرنسية .
ورغم التكريمات التي حضي بها السينمائي الطاهر شريعة سواء من إدارة أيام قرطاج السينمائية أوالاتحاد العام التونسي للشغل الا انه خيّر ان يقضي بقية حياته بعيدا عن الأضواء في قريته في مدينة صيّادة على كرسييه المتحرك.
اما الأستاذ والباحث والكاتب والمترجم منصور مهني فكانت مداخلته حول ” الطاهر شريعة ونصيبه من الادب” حيث اكدّ ان حياة شريعة كانت نضالية في المجال الثقافي الواسع وأن له نصيبا من الادب لا يستهان به فهو أستاذ في الادب من الناحية الأكاديمية وشغوف بالقراءة وحفظ الشواهد الشعرية والنثرية يستشهد بها كلما قضت الحاجة. وهو كاتب وشاعر ومترجم. واختار المتدخل أن يخصص مداخلته لتحليل مظاهر العملية الترجمية للطاهر شريعة من خلال تعريبه لديوان آنا قريكي ومن خلال نقله نص عي الدوعاجي (جولة في حانات البحر المتوسط) إلى الفرنسية.
المداخلة الثالثة أمنها الأستاذ فتحي الخراط مدير عام سابق للمركز الوطني للسينما والصورة والذي تحدث فيها عن الطاهر شريعة مهندس الشأن السينمائي في دولة الاستقلال.
وخصص الأستاذ خرّاط مداخلته لقراءة شهادة السيد الشاذلي القليبي أول وزير للثقافة بعد الاستقلال والتي يسرد فيها تكليفه لشريعة بأنشاء إدارة خاصة لشؤون السينما لما اشتهر به من اهتمامه الكبير بالسينما و إسهاماته المتميزة في تنشيط نوادي السينما التي تعتبر أداة فعالة لنشر الثقافة السينمائية و توجيه ذوق الجمهور و تدريب الشباب على أسلوب النقاش الموضوعي، كما شدّد الخراط على الدور المحوري للجامعة التونسية لنوادي السينما في رسم مجمل مكونات المشهد السينمائي التونسي.
نهاية الجلسة الفكرية الأولى كانت مع مداخلة الأستاذ والباحث والناقد السيد محمد المديوني الذي تحدث عن الطاهر شريعة و سينيفيليا التحرر قبل ان يفتح باب النقاش و التفاعل بين الجمهور والمتدخلين.
اما الجزء الثاني من الندوة فكان سينمائيا بامتياز مع أهل الاختصاص من سينمائيين و صحفيين ومهتمين بالقطاع السينمائي حيث إختار المتدخلون ان يكون باللغة الفرنسية برئاسة السيدة لمياء بلقايد قيقة بمشاركة كل من السادة هشام بن عمار، سنية الشامخي، المنصف بن مراد وسعيدة بورقيبة و التي تحدثوا فيها عن الطاهر شريعة الفنان، السينمائي، الناقد و مؤسس أيام قرطاج السينمائية و صانع مجد السينما في تونس.