اليوم وقد بدأت السلالة البريطانية للفيروس كورونا تكتسح المجال، ونظرا لسرعة العدوى التي تميزها عن بقية السلالات، و ما يمكن ان يصاحب انتشارها السريع من تراكم الطفرات وخاصة منها التي تحدث على مستوى الجين المنتج للبروتين المعتمد في اللقاحات المتاحة وفي آليات الكشف، وجب على الجميع احترام الإجراءات والبروتكولات المعتمدة للحد من العدوى والعمل على تكثيف اللقاح ومزيد تحسيس الفئات المعنية حسب الأولويات المعتمدة، لتغطية اكبر نسبة من المواطنين وفي وقت وجيز لاكتساب مناعة جماعية، ذات فاعلية ضد السلالات المتواجدة حاليا.
الهدف الآن هو توقف العدوى في هذه الفترة، لتجنب ما قد ينجر عنها من تزايد في عدد الحالات التي تتطلب العناية المركزة واكتضاظ المستشفيات كما هو الحال في بعض الدول المجاورة.
إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بعد سنة من المعانات جراء هذه الجائحة، يصعّب مزيد التشديد على المواطن وخاصة اللجوء إلى الحجر الشامل، ولكن هل مع المحافظة على صحة البشر اختيار آخر؟
إن ما تعيشه الدول المجاورة من صعوبات، رغم ما تمتلكه من موارد متنوعة لمجابهة هذا التطور المفاجئ والمعلن عن موجة ثالثة ربما ستكون اكثر وقعا، يجعلنا حذرين ويحفزنا لأخذ الأمور بأكثر جدية الآن وليس غدا، مادام الوضع تحت السيطرة.