مجلة “صوت المستقبل” عدد 3
عدد خاص: الإسلام والعقل
(دعوة للمشاركة)
يسر مجلة “صوت المستقبل” التي تصدرها جمعية “المسائل والمفاهيم المستقبلية” منذ سبتمبر 2020 بوتيرة سداسية وباللغتين العربية والفرنسية (مع تلاخيص وكلمات مفاتيح بالإنكليزية) أن تدعوكم لمشاركتها التفكير في سؤال “الإسلام والعقل”، وذلك في ملف خاص بالموضوع يتضمنه العدد الثالث من المجلة الذي سيصدر في السداسي الثاني لسنة 2021. هذا وقررت إدارة المجلة أن يمثل العدد تكريما لروح فقيد الفكر التونسي، الأستاذ المرحوم هشام جعيط، وهو ملف يشرف عليه الأستاذ المتميز فتحي التريكي وتساعده فيه هيئة علمية محكمة.
تمر البشرية في هذه المرحلة من تاريخها بجائحة الكوفيد 19 التي وضعت الإنسانية جمعاء أمام امتحان صعب وتحديات جمة وأعادت للمخيلة الجمعية وللنقاش العام ثنائيتين هامتين تتمثلا من جهة أولى في ثنائية الروحاني والعلمي، ومن جهة ثانية في ثنائية لعلها نتيجة طبيعية للأولى، ثنائية القدرية والحتمية.
السؤال مطروح هنا في علاقة بالإسلام ولكنه يضعنا جميعا، المسلمين وغير المسلمين، بعلاقته تلك، في مفترق فكري حيث الإيمان والعلم والتاريخ والفلسفة تلتقي جميعها في نقطة محورية هي العقل.
تأمل مجلة “صوت المستقبل” أن يشكل هذا الملف فرصة سانحة لمزيد تدبر الموضوع من مداخل مختلفة (من داخل المعتقد أو من خارجه) وبمقاربات متنوعة (عقائدية، تاريخية، فلسفية، اجتماعية، نفسية، إلخ) في محاولة متكررة لتعميق التفكير في سبل التطور نحو أفضل أشكال العيش المشترك.
هو إطار ينضاف إذن لمختلف المحادثات والتأويلات لعشرات الإشارات القرآنية إلى العقل، بهدف إعادة التفكير أيضا في المراحل المختلفة لتاريخ الفكر وتذكر المعتزلة والجاحظ والغزالي وابن رشد وابن خلدون وآخرون كثر، وصولا لمن يسمونهم “بالمفكرين الجدد”، ومرورا بعديد أسلاف الإصلاح العربي الإسلامي.
أما المفكرون الجدد فمنهم أسماء ثلاثة (محمد عابد الجابري، نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون) صادف أن كانت سنة 2020 الذكرى العاشرة لوفاتهم فأوحت إلينا المناسبة فكرة هذا الملف الذي لم يتسن له الانطلاق الطبيعي من جراء الظروف التي حتمتها الجائحة. وكان المزمع تنفيذه، في ذات الإطار، لقاء خاصا ينسقه الأستاذ فتحي التريكي مع الأستاذ هشام جعيط لما يمثله الرجل من قيمة وعمق ورمزية حديثة في الفكر التونسي. ولما غيّب الموت الأستاذ هشام جعيط، تقرر أن يكون العدد الثالث من “صوت المستقبل” إهداء وإحياء لروحه الطاهرة ولفكره النير.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع التونسي الراهن، بتجاذباته ونزعاته الداخلية والخارجية حول أسئلة حارقة في علاقة بالإيمان والعقل، والمحادثة والديمقراطية، يشكل مخبرا ممتازا، لا لتونس فحسب بل أيضا للعالم العربي الإسلامي كله وللفكر والأسئلة المجتمعية المتجهة نحو المستقبل والأنسنة. نستحضر مفهوم المحادثة لأنه يفرض الرصانة والاحترام والإصغاء والضيافة الفكرية.
العنوان الإلكتروني للاتصال ولإرسال المقترحات (قبل نهاية جويلية 2021) ثم المساهمات (قبل 15 سبتمبر 2021) هو التالي:
مع التذكير أن النصوص يمكن تحريرها بإحدى اللغتين (العربية أو الفرنسية) مع ترجمة إنكليزية للعنوان والملخص والكلمات المفاتيح).