اتمنى ان اكون على علاقة دائمة بالقناة ( والقنوات ) الوطنية حتى لا ابحث عن اخبار تونس في ،،،، الخارج .
والتلفزيون ليس مسلسلات معادة ، محفوظة ، ومسرحيات مكررة ، وأفلاما مصرية ومسلسلات لا علاقة لها بالواقع اللغوي التونسي ، وبرامج خفيفة عن الصناعات التقليدية ، وكيفية الطبخ ، فقط ،،،،
فهو ليس مجرد ادارة يدفع الشعب تكاليف اجرتها في البث على القمر الصناعي ،( تخصم
من الاجرة الشهرية للموظفين دون استشارتهم )
***
أليس من الممكن للتلفزيون ان ينفتح على المجهول في حياتنا التونسية ،،، ؟
ولنا اكثر من افكار لدى الشباب من خريجي المعاهد الاعلامية والثقافية وغيرهم ،،،
ولا مناص من الحماس الثقافي حتى نخرج من التلفزيون الرسمي ، المغلق ، البهلول الابله الرديء
المتعفّن و الصديء ..
***
والتلفزيون الوطني ليس اخبارا فقط ، انها اعلام بحركية ابناء الوطن ، من التونسيين والتونسيات الذين يعملون في شتى مجالات الابداع ، ولا نراهم ، كانهم محجّبون ، ولا نعرفهم الا ساعة الاعلان عن وفاتهم …لا بد للتلفزيون ان يتحرّك نحو الناس ،
***
و لا بد للمواطن التونسي ان يكفّ عن السفر الى القنوات الخارجية ،،،
ولا بد من انفاس جديدة ، حتى نشعر ، نحن التونسيين والتونسيات ان التلفزيون التونسي يشبه الوطن الذي فيه ولدنا، وتزاوجنا ،ونحيا ،لكي لا نموت .
***
نريد تلفزيونا لائقا بالحياة التي نحياها ، حتى لا نهاجر ، عبر جهاز التحويل ، الى قنوات اخرى لا يمكن ان تكون لنا بها علاقة في الواقع التونسي الحيّ .
وفي شباب تونس المتحمس ، طاقات لا بد ان تتعلم جمال إعداد البرامج ، بما يجعل المتفرج مشدودا الى تلفزيونه ، حتى يشعر انه يعيش في تونس ، ويشعر انه لم يهاجر بلا باسبور ، الى عالم من أحلام ،،،
لا بد ان تنتهي الديخوخة ، في التلفزيون الوطني التونسي .
لا مناص من ثورة في التلفزيون ، وان تاخرت ،
والثورة ليست اتاحة ندوات الحوار للمعارضة ، فقط ،
***
التلفزيون مواجهة ،
من الممكن دوما ان ننتدب شبانًا وشابات يتقدون حماسا وعزما وجمالا ، ،،لا يملكون بطاقة الدخول الى الانتاج التلفزي الوطني
( وهذا لا يعني الاستغناء عن كل الطاقات القديمة والجميلة ، خاصة من من اولئك الصامتين الذين اعترضتهم صعوبات في تقديم الاجمل ، وفي جعل ظروفهم افضل حالاً ) …
***
ولنا ان نسأل :
اذا كنا نتفرج على القنوات الاجنبية لمعرفة اخبار تونس ونحن في تونس ، فهذا يعني الفساد الاعلامي بعينه ،
واذا تواصل الوضع ، فاننا سوف نرى جيلا من الشباب التونسي الذي لا يعرف تونس ، وامكانات تونس وخيرات تونس ، الطبيعية منها ، والانسانية خاصة .
ان الادارة هي رؤيا ( حلم ) ورؤية ( نظرة ) جديدتان من اجل ان :
نخرج من تلفزيونات الخارج ، وندخل الى تلفزيونات الداخل التونسي الثري ، والغني ،
والمبهج ، لو كانوا يعلمون .
***
وفي الختام ، لا يسعني الا ان اهنيء الادارة الجديدة التي ننتظر منها ان تغير اختياراتنا الفرجوية الحالية في البيت ، فنحن ، والحق يقال ، نتوجه مكرهين ومرغمين الى القنوات الاجنبية ، والحق ّ اننا لا نحب إلاّ بيتنا ،
و لا نحبّ الهجرة الى الاخرين لنعرف اخبار بيتنا فهذا منتهى الذل الاعلامي ومنتهى الاحتلال الثقافي ،
وفي هذا الزمان العالمي لن ينفعنا في تونس الا المكان التونسي والفرجة على تونس ، بمحاسنها ، وعيوبها ، وهي عيوبنا الخاصة بنا مثل كل شعوب الكرة
الارضية .
“””
ولا مناص من ان يعود التلفزيون التونسي الى اهله من التونسيين والتونسيات ، حتى نشعر اننا أمام المرآة التونسية ، وامام تحديات الحياة في تونس المنخرطة في العالم الحيّ .
منصف المزغنّي في 29 جويلية 2021