تحريك عجلة الإقتصاد بات ملحا وعاجلا لدعم هذه التحولات الإيجابية التي تشهدها بلادنا على أن يكون الهدف أن يحس المواطن بالأمل وبتأثير ذلك في حياته اليومية وقفته ،
وتحريك الإقتصاد يكون بإجراءات عاجلة ومتوسطة المدى وطويلة المدى في نطاق مقاربة كاملة وتصور عالي الإحتراف ،
وأمام الأضرار الجسيمة التي لحقت بالإقتصاد التونسي فمن الأفضل أن نتحدث مع الإتحاد الأوروبي وأمريكا وكل الدول الصديقة والشقيقة عن برنامج إعادة إعمار يعتمد على تطوير سريع للقطاع العمومي ودفع غير مسبوق للقطاع الخاص ،
ونحن في حاجة لتطوير منظومتنا القانونية التي يرجع أغلبها لنصف قرن وتحديثها بما يتماشى مع التطور الحاصل في العالم والمحيط الإقليمي،
ونحن في حاجة للإحاطة بالموظف العمومي ودعمه وفسح مجال الإجتهاد له ليتحرك ورفع كل مكبلات الإدارة ووضع قوانين واضحة لحمايته من المظالم التي لا أساس لها،
ونحن في حاجة لإنهاء التسيب وربط الأجور والمنح بالإنتاج وبإنتاجية حقيقية بل وربط مواصلة الشغل بكفاءات ثابتة أي أن من ليس له الكفاءة الضرورية تقع رسكلته لشغل آخر مع تعويضه بمن له الكفاءة اللازمة،
ونحن في حاجة لتمكين من يرغب في الإستثمار ببلادنا أو شراء عقارات أو وضع وديعة من الحصول على الجنسية أو الإقامة الدائمة أو الإقامة الذهبية لكافة أفراد عائلته بحسب مستويات الإستثمار وهذا معمول به في أغلب الدول بالعالم بما في ذلك الدول المتقدمة،
ونحن في حاجة لإرجاع الطبقة الوسطى ضمان الإستقرار ببلادنا والعمل على إرجاع الكثير من كفاءاتنا بالخارج وإثراء الإدارة والمنشآت العمومية بالكفاءات الشابة،
نحن في حاجة لمؤشرات إيجابية أننا نتغير في التعامل مع العالم ،في التعامل مع قانون الطرقات،في التعامل مع البيئة ،في التعامل مع بعضنا البعض،
لقد نجح المغرب في تحقيق نقلة نوعية وباتت مصر تحقق نجاحات غير مسبوقة ولاحظوا جيدا أن هذه البلدان تحركت في كل القطاعات والإختصاصات في نفس الوقت ،
ونحن في حاجة لتطوير منظومة الفسفاط بما يضمن رجوع تونس إلى صف الكبار،
وقد بات واضحا أن مصر لها القدرة على تحقيق 6% فما فوق وهذا الرقم مشرف فما الذي يمنعنا من تحقيق 6% في الناتج الخام،
ولتحقيق 6% في الناتج الخام علينا أن نقتنع أولا أن صندوق النقد الدولي الحقيقي هو تونس بثرواتها وصناعتها وفلاحتها وخدماتها وكفاءاتها ومواردها البشرية عالية الكفاءة فإذا ما عرفنا كيف يقع تفعيلها وتحريكها لفائدة البلاد فإن الفقر والإحتياج سيبقى بإذن الله جزءا من الماضي ،
أما الهدف الذي يجب أن نسعى إليه ويكون شعار المرحلة فهو أن تكون تونس في صف الدول القريبة من الدول الصاعدة وهو ليس صعب من ناحية وهو رسالة للعالم أننا نستهدف صف الدول الصاعدة بكل ثقة في النفس.