هناك مسألة في غاية من الأهمية تتمثل بالاساس في إصغاء صاحب القرار السياسي لما يقال ويكتب بشأن ما يقع في البلاد وما يحصل من أحداث هي جديرة بالمتابعة والتحليل والتشخيص وأخذ القرار المناسب الذي من شانه إن يضع حدا للمشكلة المطروحة لكن ؟
من الغرابة ان هذه النوعية من الأقوام السياسية التي وفدت لا تريد أن تسمع أو تتحرك من أجل ايجاد الحلول للمشاكل المتراكمة التي يتخبط فيها الوطن والتي يتحمل المسؤولية فيها كل الجهات السياسية والنقابية والحقوقية.
صم بكم عمي فهم لا يعقلون
تقول القاعدة العامة إن تحدثت فاسمع وإن كتبت فاقرا وكن على اصغاء تام لغيرك من أجل الحوار والنقاش وايجاد الحلول والتي هي في النهاية وإن توفرت العزيمة بالإمكان حسمها إيجابا بشئ كبير من الحكمة والتبصر ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
لكن الغريب إن هؤلاء الساسة هم كالحجارة التي لا تجيب أو كالأنعام التي لا تفكر ولا تريد أن تنظر إلا كما تريد أن ترى ومن الزاوية التي ترغب فيها وهو لعمري شكل جديد من التعنت والغرور والمكابرة ونمط مستنبط من إدارة الشأن العام.
فاقد الشئ لا يعطيه
ان كل إناء بما فيه يرشح وفاقد الشئ لا يعطيه وبالتالي فإن العشر سنوات التي مرت ابانت على محدودية هذه الأقوام السياسية في التعاطي الحقيقي مع الاوضاع السائدة وأبرزت عمق الجهل الذي يتخبطون فيه… جهل متأصل فيهم وبالتالي فإن النتائج ماثلة للعيان من حيث الفشل والعجز على الانجاز وعدم القدرة على بعث المشاريع والفشل في الحث على العمل.
كلهم فاشلون :
كلهم فاشلون بدءا من المؤسسات السياسية ومرورا بالاحزاب السياسية والتقاءا بالمنظمة النقابية أي الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اضاع على نفسه، وهو المنظمة العريقة، الفرصة في الاسهام في بناء دولة عصرية باعتماد العقلانية لا بانتهاج سياسة المطلبيات وشن الاضرابات المتتالية والتشريع إلى الأعتصامات وثقافة الكسل والانقلاب على القوانين.
من نكد الدهر ان يكون راشد الغنوشي الذي لم تكن اياديه نظيفة تجاه الوطن، ان يكون الجهة الفاعلة والمؤثرة في أخذ القرار وتحديد معالم ما سيكون عليه الوطن.
ان الغنوشي بمحدودية فكره وانغلاقه البين والخفي هو جهة تعطيل للبلاد وتنميتها وهو لا يحمل أي رؤية وطنية حقيقية بل همه الاكبر ان يحشر البلاد في تبعية إلى الاخر حفاظا على مصالحه.
ان تونس الجديدة التي نريدها تقتضي إرادة حقيقية منطلقها اسهام الكفاءات الشابة في بلورة معالم تنميتها وسبل الارتقاء بها من منطلق ان الجهة الفاشلة لا يمكن أن تعطي أي شئ وان فاقد الشئ لا يعطيه وبالتالي فإن المطلوب والمنتظر اعتماد مقاربات علمية جديدة وتصورات واضحة من أجل إنقاذ الوطن الذي يبحث عن إنقاذ.